من كتاب حرمة القرآن الكريم – 46

حرمة القرآن - 46

بقلم الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي

وجوب الايمان بالقرآن الكريم

التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام): قَالَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) :‏ أَخْبَرَ اللهُ تَعَالَى أَنَّ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِالْقُرْآنِ‏، فَمَا آمَنَ بِالتَّوْرَاةِ؛ لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْإِيمَانَ بِهِمَا، لَا يَقْبَلُ الْإِيمَانَ بِأَحَدِهِمَا إِلَّا مَعَ الْإِيمَانِ بِالْآخَرِ[1].

المحاسن : عَنْهُ, عَنِ ابْنِ سِنَانٍ, عَنْ أَبِي الْجَارُودِ, عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ, عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ, قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّاً (عليه السّلام) عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ ثَلَاثٌ لَا دِينَ لَهُمْ : لَا دِينَ لِمَنْ دَانَ بِجُحُودِ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ‏ اللهِ‏ , وَ لَا دِينَ لِمَنْ دَانَ بِفِرْيَةِ بَاطِلٍ عَلَى اللهِ , وَ لَا دِينَ لِمَنْ دَانَ بِطَاعَةِ مَنْ عَصَى اللهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى, ثُمَّ قَالَ(عليه السّلام): أَيُّهَا النَّاسُ لَا خَيْرَ فِي دِينٍ لَا تَفَقُّهَ فِيهِ , وَ لَا خَيْرَ فِي دُنْيَا لَا تَدَبُّرَ فِيهَا , وَ لَا خَيْرَ فِي نُسُكٍ لَا وَرَعَ فِيهِ‏[2].

المحاسن : عَنْهُ, عَنْ أَبِيهِ, عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ, عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ, عَنْ‏أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ, عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السّلام), فَقَالَ لَهُ سَلَّامٌ: إِنَّ خُثَيْمَةَ بْنَ أَبِي خُثَيْمَةَ حَدَّثَنَا أَنَّهُ سَأَلَكَ عَنِ الْإِسْلَامِ؟

فَقُلْتَ لَهُ: إِنَّ الْإِسْلَامَ مَنِ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَ شَهِدَ شَهَادَتَنَا وَ نَسَكَ نُسُكَنَا وَ وَالَى وَلِيَّنَا وَ عَادَى عَدُوَّنَا فَهُوَ مُسْلِمٌ.

قَالَ (عليه السّلام): صَدَقَ .

وَ سَأَلَكَ عَنِ الْإِيمَانِ, فَقُلْتَ: الْإِيمَانُ بِاللهِ وَ التَّصْدِيقُ بِكِتَابِهِ‏, وَ أَنْ أَحَبَّ فِي اللهِ وَ أَبْغَضَ فِي اللهِ فَقَالَ صَدَقَ خُثَيْمَة[3].

تحف العقول : رُوِيَ‏ أَنَّ الْمَأْمُونَ بَعَثَ الْفَضْلَ بْنَ سَهْلٍ ذَا الرِّئَاسَتَيْنِ‏ إِلَى الرِّضَا (عليه السّلام) فَقَالَ: لَهُ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ لِي مِنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ الْفَرَائِضِ وَ السُّنَنِ؛ فَإِنَّكَ حُجَّةُ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ, وَ مَعْدِنُ الْعِلْمِ فَدَعَا الرِّضَا (عليه السّلام) بِدَوَاةٍ وَ قِرْطَاسٍ, وَ قَالَ (عليه السّلام): (… وَ أَنَّ جَمِيعَ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  أَنَّهُ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ نُصَدِّقُ بِهِ وَ بِجَمِيعِ مَنْ مَضَى قَبْلَهُ مِنْ رُسُلِ اللهِ وَ أَنْبِيَائِهِ وَ حُجَجِهِ وَ نُصَدِّقُ بِكِتَابِهِ‏ الصَّادِقِ{لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} وَ أَنَّهُ كِتَابُهُ الْمُهَيْمِنُ عَلَى الْكُتُبِ كُلِّهَا وَ أَنَّهُ حَقٌّ مِنْ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ نُؤْمِنُ بِمُحْكَمِهِ وَ مُتَشَابِهِهِ وَ خَاصِّهِ وَ عَامِّهِ وَ وَعْدِهِ وَ وَعِيدِهِ وَ نَاسِخِهِ وَ مَنْسُوخِهِ وَ أَخْبَارِهِ لَا يَقْدِرُ وَاحِدٌ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ أَنْ يَأْتِيَ بِمِثْلِه….)‏[4].


[1] التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام ؛ ص404ح276.

[2] المحاسن ؛ ج‏1 ؛ ص5ح9.

[3] المحاسن ؛ ج‏1 ؛ ص284-285ح422.

[4] تحف العقول، النص، ص415- 416.