بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي
ر ع ي
راعنا:
- تفسير الامام الحسن العسكري (ع) : وقَالَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (ع) : وكَانَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ: {راعِنا}([1]) مِنْ أَلفَاظِ المُسْلِمِينَ الَّذِينَ يُخَاطِبُونَ بِهَا رَسُولَ اللهِ’ يَقُولُونَ: رَاعِنَا، أَيْ ارْعَ أَحْوَالَنَا، واسْمَعْ مِنَّا كَمَا نَسْمَعُ مِنْكَ، وكَانَ فِي لُغَةِ الْيَهُودِ مَعْنَاهَا: اسْمَعْ، لَا سَمِعْتَ. فَلَمَّا سَمِعَ الْيَهُودُ، المُسْلِمِينَ يُخَاطِبُونَ بِهَا رَسُولَ اللهِ’ يَقُولُونَ: رَاعِنَا ويُخَاطِبُونَ بِهَا، قَالُوا: إِنَّا كُنَّا نَشْتِمُ مُحَمَّداً إِلَى الْآنِ سِرّاً، فَتَعَالَوُا الْآنَ نَشْتِمُهُ جَهْراً. وكَانُوا يُخَاطِبُونَ رَسُولَ اللهِ’ ويَقُولُونَ: رَاعِنَا، ويُرِيدُونَ شَتْمَهُ. فَفَطَنَ لَهُمْ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الْأَنصَارِيُّ، فَقَالَ: يَا أَعْدَاءَ اللهِ عَلَيْكُمْ لَعْنَةُ اللهِ، أَرَاكُمْ تُرِيدُونَ سَبَّ رَسُولِ اللهِ’ وتَوَهَّمُونَا أَنَّكُمْ تَجُرُّونَ فِي مُخَاطَبَتِهِ مَجْرَانَا، واللهِ لَا سَمِعْتُهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ إِلَّا ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، ولَوْ لَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَقْدِمَ عَلَيْكُمْ قَبْلَ التَّقَدُّمِ, والِاسْتِئْذَانِ لَهُ ولِأَخِيهِ ووَصِيِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (ع) الْقَيِّمِ بِأُمُورِ الْأُمَّةِ نَائِباً عَنْهُ فِيهَا، لَضَرَبْتُ عُنُقَ مَنْ قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْكُمْ يَقُولُ هَذَا. فَأَنْزَلَ اللهُ: يَا مُحَمَّدُ {مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ- و يَقُولُونَ سَمِعْنا وعَصَيْنا واسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَع وراعِنا- لَيًّا بِألْسِنَتِهِمْ وطَعْناً فِي الدِّينِ} إِلَى قَوْلِهِ {فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا}([2])، وأَنْزَلَ {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا} يَعْنِي فَإِنَّهَا لَفْظَةٌ يَتَوَصَّلُ بِهَا أَعْدَاؤُكُمْ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى شَتْمِ رَسُولِ اللهِ’ وشَتْمِكُمْ. {وَ قُولُوا انْظُرْنا}، أَيْ قُولُوا بِهَذِهِ اللَّفْظَةِ، لَا بِلَفْظَةِ رَاعِنَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ فِيهَا مَا فِي قَوْلِكُمْ: رَاعِنَا، ولَا يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَتَوَصَّلُوا بِهَا إِلَى الشَّتْمِ, كَمَا يُمْكِنُهُمْ بِقَوْلِهِمْ رَاعِنَا واسْمَعُوا إِذَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ’ قَوْلًا وأَطِيعُوا) ([3]).