جواز الاحتراز بالقرآن الكريم

حرمة القرآن - 84

من كتاب حرمة القرآن

بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية

الكافي : مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى, عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ, عَنِ السَّيَّارِيِّ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ, عَنْ أَبِي الْجَارُودِ, عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ, عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ % أَنَّهُ قَالَ: وَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً $ بِالْحَقِّ, وَ أَكْرَمَ أَهْلَ بَيْتِهِ مَا مِنْ شَيْ‏ءٍ تَطْلُبُونَهُ مِنْ حِرْزٍ مِنْ حَرَقٍ, أَوْ غَرَقٍ, أَوْ سَرَقٍ, أَوْ إِفْلَاتِ دَابَّةٍ مِنْ صَاحِبِهَا, أَوْ ضَالَّةٍ, أَوْ آبِقٍ إِلَّا وَ هُوَ فِي الْقُرْآنِ, فَمَنْ أَرَادَ ذَلِكَ فَلْيَسْأَلْنِي عَنْهُ, قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ, فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنِي عَمَّا يُؤْمِنُ مِنَ الْحَرَقِ وَ الْغَرَقِ؟

 فَقَالَ %: اقْرَأْ هَذِهِ الْآيَاتِ ƒاللهُ الَّذِي‏ نَزَّلَ الْكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ‏‚ الاعراف(196) , ƒ وَ ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ‚‏ إِلَى قَوْلِهِ‏ ƒسُبْحانَهُ وَ تَعالى‏ عَمَّا يُشْرِكُونَ‚‏ الزمر(67), فَمَنْ قَرَأَهَا فَقَدْ أَمِنَ الْحَرَقَ وَ الْغَرَقَ, قَالَ فَقَرَأَهَا رَجُلٌ وَ اضْطَرَمَتِ النَّارُ فِي بُيُوتِ جِيرَانِهِ وَ بَيْتُهُ وَسَطَهَا فَلَمْ يُصِبْهُ شَيْ‏ءٌ.

  ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ دَابَّتِيَ اسْتَصْعَبَتْ عَلَيَّ وَ أَنَا مِنْهَا عَلَى وَجَلٍ فَقَالَ اقْرَأْ فِي أُذُنِهَا الْيُمْنَىƒ وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ‏‚آل عمران(83), فَقَرَأَهَا فَذَلَّتْ لَهُ دَابَّتُهُ .

وَ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ أَرْضِي أَرْضٌ مَسْبَعَةٌ وَ إِنَّ السِّبَاعَ تَغْشَى مَنْزِلِي وَ لَا تَجُوزُ حَتَّى تَأْخُذَ فَرِيسَتَهَا؟

فَقَالَ اقْرَأْ ƒلَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ‏ مِنْ أَنْفُسِكُمْ‏ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ‏ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ‏ بِالْمُؤْمِنِينَ‏ رَؤُفٌ رَحِيمٌ‏ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ‏ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ‏ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ‚‏ التوبة (128), فَقَرَأَهُمَا الرَّجُلُ فَاجْتَنَبَتْهُ السِّبَاعُ.

 ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ آخَرُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ فِي بَطْنِي مَاءً أَصْفَرَ فَهَلْ مِنْ شِفَاءٍ؟

 فَقَالَ %: نَعَمْ بِلَا دِرْهَمٍ وَ لَا دِينَارٍ , وَ لَكِنِ اكْتُبْ عَلَى بَطْنِكَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَ تَغْسِلُهَا وَ تَشْرَبُهَا وَ تَجْعَلُهَا ذَخِيرَةً فِي بَطْنِكَ فَتَبْرَأُ بِإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ, فَفَعَلَ الرَّجُلُ فَبَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ.

 ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ آخَرُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنِي عَنِ الضَّالَّةِ؟

 فَقَالَ %: اقْرَأْ يس فِي رَكْعَتَيْنِ, وَ قُلْ: يَا هَادِيَ الضَّالَّةِ رُدَّ عَلَيَّ ضَالَّتِي, فَفَعَلَ فَرَدَّ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِ ضَالَّتَهُ.

 ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ آخَرُ, فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنِي عَنِ الْآبِقِ؟

 فَقَالَ %: اقْرَأْ ƒأَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ‏‚ إِلَى قَوْلِهِ‏ ƒوَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ‚النور(40),  فَقَالَهَا الرَّجُلُ فَرَجَعَ إِلَيْهِ الْآبِقُ.

 ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ آخَرُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنِي عَنِ السَّرَقِ, فَإِنَّهُ لَا يَزَالُ قَدْ يُسْرَقُ لِيَ الشَّيْ‏ءُ بَعْدَ الشَّيْ‏ءِ لَيْلًا؟

 فَقَالَ %لَهُ: اقْرَأْ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَƒقُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا‚ إِلَى قَوْلِهِ‏ ƒوَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً‚ الاسراء(111),  ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ % مَنْ بَاتَ بِأَرْضٍ قَفْرٍ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ƒ إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى‏ عَلَى الْعَرْشِ‏‚ إِلَى قَوْلِهِ  ƒتَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ‚‏الاعراف(53) حَرَسَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَ تَبَاعَدَتْ عَنْهُ الشَّيَاطِينُ.

 قَالَ‏ فَمَضَى الرَّجُلُ فَإِذَا هُوَ بِقَرْيَةٍ خَرَابٍ فَبَاتَ فِيهَا وَ لَمْ يَقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ فَتَغَشَّاهُ الشَّيْطَانُ وَ إِذَا هُوَ آخِذٌ بِخَطْمِهِ‏, فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ : أَنْظِرْهُ وَ اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ فَقَرَأَ الْآيَةَ فَقَالَ الشَّيْطَانُ لِصَاحِبِهِ: أَرْغَمَ اللهُ أَنْفَكَ احْرُسْهُ الْآنَ حَتَّى يُصْبِحَ, فَلَمَّا أَصْبَحَ رَجَعَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ % فَأَخْبَرَهُ , وَ قَالَ لَهُ: رَأَيْتُ فِي كَلَامِكَ الشِّفَاءَ وَ الصِّدْقَ وَ مَضَى بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَإِذَا هُوَ بِأَثَرِ شَعْرِ الشَّيْطَانِ مُجْتَمِعاً فِي الْأَرْضِ‏[1].

مهج الدعوات و منهج العبادات: قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ جَدِّي قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَ أَنَا أَسْمَعُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَ عِشْرِينَ وَ خَمْسِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنِي الشَّيْخُ وَالِدِيَ الْفَقِيهُ أَبُو الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللهُ قَالَ حَدَّثَنَا السَّيِّدُ أَبُو الْبَرَكَاتِ رَحِمَهُ اللهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنِي الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى بْنِ بَابَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّل‏عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ بِرِوَايَتِهِ قَالَ: إِنَّ الصَّادِقَ % أَخْرَجَ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ , وَ جَعَلَهَا حِرْزاً لِابْنِهِ مُوسَى الْكَاظِمِ %,  وَ كَانَ يَقْرَؤُهُ, وَ يُعَوِّذُ نَفْسَهُ بِهِ وَ هُوَ هَذَا:  بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏, بِسْمِ اللهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ أَبَداً حَقّاً حَقّاً, لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ إِيمَاناً وَ صِدْقاً, لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تَعَبُّداً وَ رِقّاً, لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تَلَطُّفاًوَ رِفْقاً , لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ, بِسْمِ اللهِ , وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ, وَ اعْتَصَمْتُ بِاللهِ, وَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَى اللهِ ƒ ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ‚ ƒ  وَ ما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ‏ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ‏‚  ƒ وَ مَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ‏‚ وَ مَا صَبْرِي إِلَّا بِاللهِ , وَ نِعْمَ الْقَادِرُ اللهُ, وَ نِعْمَ الْمَوْلَى اللهُ, وَ نِعْمَ النَّصِيرُ اللهُ, وَ لَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا اللهُ, وَ لَا يَصْرِفُ السَّيِّئَاتِ إِلَّا اللهُ, وَ مَا بِنَا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ‏ ,وَ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ, وَ أَسْتَكْفِي اللهَ, وَ أَسْتَعِينُ اللهَ وَ أَسْتَقِيلُ‏……)[2] الحديث طويل.


[1] الكافي (ط – الإسلامية)، ج‏2، ص624- 626ح21.

[2] مهج الدعوات و منهج العبادات، ص30- 33.