من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الاولى في سؤال وجواب
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
- كيف يمثل علم الأصول وعلم الفقه النظريّة والتطبيق؟ وهل يغني الجهد العلمي الأصولي عن بذل جهد جديد في التطبيق ؟
ج: إنَّ المجتهدَ إذا درسَ العناصرَ المشتركةَ لعمليّةِ الاستنباط وحددها في علم الأصول لا يكتفي بعد ذلك بتجميع أعمى للعناصر الخاصة من كتب الأحاديث والروايات , بل يبقى عليه أنْ يمارسَ في علم الفقه تطبيق تلك العناصر المشتركة ونظرياتها العامة على العناصر الخاصة ، والتطبيق مهمة فكرية بطبيعتها تحتاج إلى درس وتمحيص ، ولا يغني الجهد العلمي المبذول أصولياً عن بذل جهد جديد في التطبيق ؛ لأنَّ البحث الفقهي عن العناصر الخاصة في عمليّة الاستنباط ليس مجرد عمليّة تجميع ، بل هو مجال التطبيق للنظريات العامة التي تقررها العناصر المشتركة في عمليّة الاستنباط ، وتطبيق النظريات العامة له – دائماً – موهبته الخاصة ودقته ، ومجرد الدقة في النظريات العامة لا يغني عن الدقة في تطبيقها , ألا ترون أن من يدرس بعمق النظريات العامة في الطب يحتاج في مجال تطبيقها على حالة مرضيّة إلى دقة وانتباه كامل وتفكير في تطبيق تلك النظريات على المريض الذي بين يديه.