من كتاب دروس في علم الاصول – أهميّة علم أصول الفقه في عمليّة الاستنباط

من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الاولى في سؤال وجواب

بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية

  • ما أهميّة أصول الفقه في عمليّة الاستنباط؟

ج: إنَّ علم أصول الفقه على قدر كبير من الأهميّة لخطورته في عملية الاستنباط إذ يقدم لعمليّة الاستنباط عناصرها المشتركة, ويضع لها نظامها العام فهو عصب الحياة فيها ، تمكين الفقيه من استخدام النصوص الشرعيّة والإفادة منها ؛ لأنَّ من دون علم الأصول يواجه الشخص في الفقه ركاماً متناثراً من النصوص والأدلة من دون أنْ يستطيع استخدامها والافادة منها في الاستنباط ، كإنسان يواجه أدوات النجارة ويعطى منشاراً وفأساً وما إليها من أدوات من دون أن يملك أفكاراً عامة عن عمليّة النجارة وطريقة استخدام تلك الأدوات .

  • هل يستطيع الأصولي القيام بعمليّة الاستنباط على أساس اطلاعه الأصولي فقط ؟

ج: لا يكفي مجرد الاطلاع على العناصر المشتركة , التي يمثلها علم الأصول , ومن يحاول الاستنباط على أساس الاطلاع الأصولي فحسب يعجز عن الاستنباط إذا لم يفحص بدقة عن العناصر الخاصة المتغيرة من مسألة إلى أخرى , نظير من يملك معلومات نظريّة عامة عن عمليّة النجارة ولا يوجد لديه فأس ولا منشار وما إليهما من أدوات النجارة , فكما يعجز هذا عن صنع سرير خشبي كذلك يعجز الأصولي عن الاستنباط , اذًا فالعناصر المشتركة والعناصر الخاصة قطبان مندمجان في عمليّة الاستنباط ولا غنى للعمليّة عنهما معا.