من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الاولى في سؤال وجواب
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
- ما سبب ازدهار علم الأصول في التفكير الفقهي السُّني قبل ازدهاره في التفكير الفقهي الامامي؟
ج: يمكن أنْ نفسِّر الفارق ألزمني بين المذهب الإمامي والمذهب السُّني بأنَّه يرجع الى أنَّ المذهب السُّني كان يزعم انتهاء عصر النص بوفاة النبي – فحين اجتاز الفكر الفقهي السُّني القرن الثاني كان قد ابتعد عن عصر النص مسافة زمنيّة كبيرة خلقت بطبيعتها الثغرات والفجوات فأحوجهم الأمر الى إيجاد ما يسدوا به هذه الثغرة فرجعوا الى علم الأصول ؛ لأنَّ النص انقطع عندهم .
أما الإماميّة فقد كانوا وقتئذ يعيشون عصر النص الشرعي؛ لأنَّ الإمامَ % امتدادٌ شرعي لوجود النبي- , فكانت المشاكل التي يعانيها فقهاء الإماميّة في الاستنباط أقل بكثير إلى الدرجة التي لا تفسح المجال للإحساس بالحاجة الشديدة إلى وضع علم الأصول ؛ ولهذا نجد أنَّ الإماميّة بمجرد انتهاء عصر النصوص بالنسبة إليهم ببدء الغيبة الكبرى أو بانتهاء الغيبة الصغرى بوجه خاص, تفتحت ذهنيتهم الأصوليّة وأقبلوا على درس العناصر المشتركة .