من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الاولى في سؤال وجواب
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
- بيّن الفارق بين الحكم الشرعي التكليفي والحكم الشرعي الوضعي؟
ج: إنَّ الحكم التكليفيمتعلق بأفعال الإنسان وموجه لسلوكه مباشرة في مختلف جوانب حياته الشخصية والعبادية والعائلية والاجتماعية التي عالجتها الشريعة ونظمتها جميعا ، كحرمة شرب الخمر .
أما الحكم الوضعي لا يكون موجها مباشراً للإنسان في أفعاله وسلوكه ، وهو كل حكم يشرع وضعا معينا يكون له تأثير غير مباشر في سلوك الإنسان ، من قبيل الأحكام التي تنظم علاقات الزوجيّة. وهنا فارق آخر هو أن الحكم التكليفي لا يتعلق إلا بما هو مقدور للمكلف، لأن القصد المباشر منه هو التكليف، والله تعالى قضت حكمته أن لا يكلف إلا بما هو مقدور للمكلف ، رحمة منه ومنا، إذ التكليف بغير المقدور عبث والعبث محال على الشارع ، أما الحكم الوضعي فليس فيه تكليف فجاز تعلقه بما هو غير مقدور للمكلف كما جاز تعلقه بما هو مقدور.
- فسِّر سبب الارتباط الوثيق بين الأحكام الوضعيّة والأحكام التكليفية ؟
ج: إنَّ العلاقة بين الأحكام التكليفية والوضعيّة وثيقة جدا , إذ لا يوجد حكم وضعي إلا ويوجد إلى جانبه حكم تكليفي ، فالزوجيّة حكم شرعي وضعي توجد إلى جانبه احكام تكليفية وهي وجوب إنفاق الزوج على زوجته وجوب التمكين على الزوجة ، والملكية حكم شرعي وضعي توجد إلى جانبه احكام تكليفية من قبيل حرمة تصرف غير المالك في المال إلا بإذنه ، وهكذا .