من كتاب دروس في علم الاصول – صيغة الأمر – 1

من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الاولى في سؤال وجواب

بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية

صيغة الأمر([1])

  • ما المراد من صيغة الأمر ؟

ج: معنى صيغة الأمر – أي هيئته – كصيغة (افعل) وأية صيغة وكلمة تؤدي مؤداها في الدلالة على الطلب والبعث ، كالفعل المضارع المقرون بلام الأمر, كقوله تعالى:  } لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِه‏ {([2]) , وقوله تعالى: } وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحا{([3]), أو الفعل المضارع المجرد من لام الأمر ( يصلي , يصوم ) إذا قصد به إنشاء الطلب ,  أو الفعل الماضي كما لو سأل سائل عمّن صلّى قبل الوقت فجاء الجواب (أعاد صلاته), أو الجملة الاسميّة , كقوله تعالى: } وَ الْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوء{ ([4]) , أو اسم فعل أمر ( عليك قضاء).

  • ما المراد من القول الأصولي : (إنَّ صيغة فعل الأمر تدل على الوجوب)؟

  ج: إنَّ صيغة فعل الأمر وضعت لتدل على النسبة الارساليّة الناتجة عن شوق شديد ورغبة أكيدة وإلزام أكيد, وقد تدل على شوق اضعف ورغبة أقل درجة ؛ ولهذا يدخل معنى الإلزام والوجوب ضمن الصورة التي نتصور بها المعنى اللغوي للصيغة عند سماعها من دون أن يصبح فعل الأمر مرادفاً لكلمة الوجوب .

  • س3:  ما المراد من النسبة الارساليّة([5])؟

ج: النسبة الارساليّة : هي أنَّ صيغة الأمر موضوعة في اللغة لترسل المكلف وتدفعه وتحركه وتبعثه لإيجاد شيء ما يُراد تحققه , أما على نحو الإلزام الأكيد والشوق الشديد أو على نحو رغبة أقل درجة وشوق أضعف.

ففعل الأمر يدل على نسبة بين مادة الفعل والفاعل منظوراً إليها بما هي نسبة يراد تحقيقها وإرسال المكلف نحو إيجادها .


 ([1])إنَّ الوجوب يستفاد من الفعل من جهتين: أحدهما: من خلال هيئة الفعل.   وأخرى من خلال مادّة الفعل، إذ إنّ هناك فرقاً بين قولنا: صلّ و بين قولنا: أمر الله بالصلاة في استفادة الوجوب منهما. وركز المصنف في هذه الحلقة الكلام عن دلالة صيغة الأمر (هيئة الأمر) على الوجوب دون مادّة الفعل التي سيأتي في الحلقة الثانية.

 ([2])سورة الطلاق :  7.

 ([3])سورة النور : 33

 ([4])سورة البقرة :  228.

 ([5]) تسمى ( البعث النسبي ) في كلام المحقق الأصفهاني ، و ( النسبة الإرساليّة ) في كلام المحقق العراقي.