من كتاب دروس في علم الاصول – العلاقات القائمة داخل الحكم الواحد (الوجوبات الضمنيّة) – 2

من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الاولى في سؤال وجواب

بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية

  • ما تعني علاقة التلازم بين الوجوبات الضمنيّة في داخل الحكم الواحد؟

ج: تعني علاقة التلازم هذه أنَّهُ لا يمكن التجزئة في تلك الوجوبات أو التفكيك بينها ، بل إذا سقط أي واحد منهما تحتم سقوط الباقي ؛ نتيجة لذلك التلازم القائم بينها , ومثال ذلك : إذا وجب على الإنسان الوضوء وهو مركب من أجزاء عديدة كغسل الوجه , وغسل اليمنى , وغسل اليسرى , ومسح الرأس , ومسح القدمين ، فيتعلق بكل جزء من تلك الأجزاء وجوب ضمنيّ بوصفه جزءاً من الوضوء الواجب ، وفي هذه الحالة إذا تعذر على الإنسان أن يغسل وجهه لآفة فيه وسقط لأجل ذلك وجوب الضمنيّ المتعلق بغسل الوجه ، كان من المحتم أنْ يسقط وجوب سائر الأجزاء أيضا.

  • ما الفارق بين الوجوب الاستقلالي والوجوب الضمنيّ اذا تعذر ما يماثله من الواجبات؟

ج: إذا تعدد الوجوبات الاستقلالية وتعذر أحدها فإنَّهُ يؤدي إلى سقوط الوجوب الذي كان متعلقا به . وأمَّا باقي الوجوبات فيبقى ثابتاً ؛ لأنَّهُ وجوب مستقل غير مرتبط بما تعذر.

وأمَّا الوجوبات الضمنيّة فإن تعذر أحد تلك الوجوبات الضمنيّة, كغسل الوجه في الوضوء سقط هذا الوجوب الضمنيّ وبسقوطه يؤدي إلى سقوط وجوب الوضوء ، وارتفاع سائر الوجوبات الضمنيّة, فهو لم يأتِ بالمركب كله , وإنَّ الكل منتفٍ بانتفاء احد اجزائه ؛ لأنَّ العلاقة بينهما علاقة تلازم لا يمكن أن تنفك.

  • لماذا انتقضت قاعدة التلازم بين الوجوبات الضمنيّة بصلاة الاخرس؟

ج: إنَّ وجوب الصلاة من دون قراءة على الأخرس ليس تجزئه لوجوب الصلاة الكاملة ، وإنَّما هو وجوب آخر , وخطاب جديد تعلق منذ البدء بالصلاة الصامتة ، فوجوب الصلاة الكاملة والخطاب بها قد سقط كله نتيجة لتعذر القراءة , وخلفه وجوب آخر وخطاب جديد وهو وجوب الصلاة بقراءة صامته.