من كتاب دروس في علم الاصول – موارد التردّد في الشك – 1

من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الاولى في سؤال وجواب

بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية

  • ما المراد من موارد التردد في الشك؟

      ج: تقدم أنَّ الشك إذا كان ابتدائيّاً فالقاعدة العمليّة الثانويّة مجراه، وإنْ كان الشكّ ناتجا عن العلم الإجمالي فالقاعدة العمليّة الأساسيّة مجراه ، وهي أصالة الاحتياط، ولكن هناك بعض الصور التي يخفى فيها نوع الشك، فلا يعلم أ هو شكّ بدوي حتى يكون مجرى لأصالة البراءة، أو شكّ مقرون بالعلم الإجمالي حتى يكون مجرى لأصالة الاحتياط من قبيل مسألة دوران الأمر بين الأقلّ والأكثر.

  • ما المقصود بمسألة دوران الأمر بين الأقل والأكثر؟

ج: هو التردد والشك بين كون المورد من موارد العلم الإجماليّ أو الشك البدوي , ويقسم الى قسمين :

أحدهما : دوران الأمر بين الأقل والأكثر الاستقلالي أو غير الارتباطي .

الاخر: دوران الأمر بين الأقل والأكثر الارتباطي , وهو المبحوث عنه في هذه الحلقة .    

  • ما المقصود بدوران الأمر بين الأقل والأكثر الاستقلالي ؟

ج: وهي تلك الواجبات التي لا يكون بينها ارتباط, أي إنَّ كلَّ امتثال يمثل طاعة مستقلة عن الامتثال الآخر, وكل عدم امتثال يمثل عصياناً مستقلاً عن عدم امتثال الآخر. ومثاله لو علم مكلف أنَّ ذمته مشغولة بدين , وحصل عنده شك في انشغال الذمة بتسعة دراهم أو عشرة دراهم ؟ فقطع بالتسعة وشك في العشرة , فهنا قرر العلماء أنَّهُ يجب الاتيان بما قطع به وهو التسعة , والمشكوك تجري به أصالة البراءة الشرعيّة , ؛ لأنَّهُ شك بدوي .