اعداد: م.م حسن عبدالهادي رشيد – للجنة احياء الشعائر الإسلامية
المبعَثُ النبويُّ هُوَ مفهومٌ يشيرُ إلى مناسبةٍ كريمةٍ في حياةِ المسلمينَ والبشريّةِ أيضاً، وهيَ (تنصيبُ الرسولِ مُحمّدٍ –صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ- لمقامِ الرّسالةِ وتبليغِ الإسلامِ لهدايةِ النّاسِ)
ففي غارِ حِراء الواقعِ في جَبلِ النّورِ في مَكّةَ المُكرّمَةِ سطَعَ نورُ السّماءِ حيثُ أُرسِلَ النبيُّ مُحمّدٌ بنُ عبدِ اللهِ بنُ عبدِ المُطّلبِ للعالمينَ بشيراً ونذيراً، ولِيُخرِجَ الناسِ مِن ظُلماتِ عبادةِ الأوثانِ الى نورِ الإيمانِ باللهِ وتوحيدهِ وعبادتهِ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ ، وذلكَ في السابعِ والعشرينَ مِن رَجَبٍ، للسنَةِ الثالثةَ عشرةَ قبلَ الهجرةِ ،كانَ الرسولُ –صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ- في الأربعينَ مِن عُمرِهِ الشريفِ في خَلوَتِهِ الروحيّةِ في غَارِ حِراء يَعبُدُ اللهَ ويتفَكَّرُ في خَلقِ السَّمواتِ والأرضِ نَزَلَتْ عليهِ الآياتُ الأولى مِن سورةِ العَلَق: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ، وبذلكَ بدأتْ دعوَتُهُ المباركَةُ وبَشَّرَ النبيُّ الأعظَمُ –صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ- زوجتَهُ خديجةَ وابنَ عَمِّهِ عليّاً –عليهِما السّلام- بذلكَ فكانُوا أوّلَ المؤمنينَ والمُصدِّقِينَ بهِ –صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ-.
وحينَما نزلَ قولُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}، قامَ النبيُّ بدعوةِ بني عُمومَتِهِ مِن عشيرَتِهِ .. ثُمَّ أُمِرَ أنْ يصدعَ بالدّعوةِ فقالَ تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} فدَعا قومَهُ إلى الإسلامِ وأعلنَ عَن رسالَتِهِ للعالمينَ.
لبعثةِ النبيِّ – صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ- مكانةٌ مُتميِّزَةٌ بينَ المسلمينَ، وتُعتَبَرُ بدايةَ الشريعةِ الإسلاميةِ، تلكَ الشريعةُ التي بدأتْ بأَتباعٍ قليلينَ وفي ظروفٍ صَعبةٍ، ثُمَّ انتشرَتْ في أنحاءِ العالمِ حتّى أصبحتْ تهواها القلوبُ، كما أنَّها بدايةَ تطوُّرٍ عظيمٍ ومُنعَطَفٍ تأريخيٍّ في حياةِ الإنسانِ.
تُعتَبَرُ ذكرى المبعَثِ النبويِّ عيداً مِن أعيادِ الشّيعَةِ، وتَشتَهِرُ بعيدِ المبعَثِ وتُقامُ الاحتفالاتُ بهذهِ المناسبةِ، ويُستَحَبُّ فيها زيارَةُ مَشاهِدَ ومراقِدَ الأئمّةِ الأطهارِ وخصوصاً قبرِ الإمامِ عليٍّ -عليهِ السَّلامُ- لِما وردَ في ذلكَ مِنَ الزياراتِ المخصوصَةِ في كُتُبِ الأدعيَةِ والزيارَةِ.
وأيضاً يُستَحَبُّ في مِثلِ هذا اليومِ:
أولاً: الغُسلُ.
ثانياً: الصّيامُ، ومَنْ صَامَهُ كَانَ صِيَامُهُ كَفَّارَةَ سِتِّينَ شَهْراً.
ثالثاً: الإكثارُ مِنَ الصّلاةِ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ. وقراءَةُ الأدعيَةِ المأثورَةِ في كُتُبِ الأدعيَةِ ككتابِ مفاتيحِ الجنانِ وغيرهِ.
رابعاً: زيارَةُ خاتم ِالأنبياءِ وسَيِّدِ المرسلينَ مُحمّدٍ –صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ-.
خامساً: زيارَةُ الإمامِ أميرِ المؤمنينَ عليِّ بنِ أبي طالبٍ -عليهِ السَّلامُ-.
سادساً: صلاةُ ثلاثينَ ركعةً، تقرأُ في كُلِّ ركعَةٍ الفاتِحَةَ مرّةً والتوحيدَ عشرَ مرّاتٍ.
اعداد: م.م حسن عبدالهادي رشيد – للجنة احياء الشعائر الإسلامية