من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الثانية في سؤال وجواب
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
- هل الأحكام الشرعيّة شاملة لجميع وقائع الحياة؟ ولماذا ؟
ج: نعم إنَّ الأحكام شاملة لجميع وقائع الحياة ؛ لأنَّ الله تعالى عالمٌ بجميع المصالح والمفاسد التي ترتبط بحياة الإنسان في مختلف مجالاته الحياتية ، فمن اللطف اللائق برحمته أنْ يشرع للإنسان التشريع الأفضل وفقاً لتلك المصالح والمفاسد في شتى جوانب الحياة ، وقد أكدت ذلك نصوص كثيرة وردت عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وخلاصتها أنَّ الواقعة لا تخلو من حكم .
- ما أدلة الإماميّة على شمول الأحكام لجميع الوقائع؟
ج: استدل الإماميّة على هذا المبدأ بالأدلة العقليّة والنقليّة , ونذكر هنا بعضها:
أوّلاً : الأدلة العقليّة : استدلوا بـ ( قاعدة اللطف ) ، وهي أنَّ الله سبحانه وتعالى عالم بكلِّ شيء ، يعلم بجميع المصالح والمفاسد التي ترتبط بحياة الإنسان وفي مختلف المجالات ، ولأنَّهُ رحيمٌ ، بل أرحم الراحمين ، فمن اللطف اللائق برحمته هذه أنْ يشرّع للإنسان التشريع الأفضل والأكمل الشامل لكلّ نواحي حياة الإنسان وفقاً لعلمه تعالى بالأمور ومآلاتها , التي هي في صالح عبده والمفاسد التي هي في ضرره .
ثانياً : الأدلة الشرعيّة : وهي مجموعة نصوص من الكتاب الكريم , والسنّة الشريفة , فمن الكتاب قوله تعالى: } وَنزَّلْنَـا عَلَيْـكَ الْكِتَـابَ تِبْيَانـاً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُـدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ {([1]), ومن السنة الشريفة ما روى في الكافي عن عِدَّة مِنْ أصحابنَا, عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ, عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ, عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ, عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ, عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى % قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَ كُلُ شَيْءٍ فِي كِتَابِ اللهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ – , أَوْ تَقُولُونَ فِيهِ ؟ قَالَ %: بَلْ كُلُّ شَيْءٍ فِي كِتَابِ اللهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ -)([2]) .
وعن أبي بصير, عن أبي عبد الله % أنَّهُ قال : ( إنَّ عندنا الجامعة ) ، قلت : وما الجامعة ؟ قال % : ( صحيفة فيها كلُّ حلال وحرام ، وكلُّ شيء يحتاج إليه الناس حتّى الأرش في الخدش )([3]).