سلسلة دروس في علم الاصول – الحلقة الثانية في سؤال وجواب –92

دروس في علم الاصول الحلقة الثانية في سؤال وجواب

من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الثانية في سؤال وجواب

بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية

  • ما المقصود بالمداليل الإلتزاميّة للأصول العمليّة ؟

ج: هو أنَّ الأصول العمليّة لها مدلولان : مطابقيّ وإلتزاميّ , كما لو كنا على يقين سابق بحياة زيد , ثمَّ شككنا في بقائه على قيد الحياة ، فإنَّنَا بالاستصحاب نقول: إنَّ زيداً لا زال حياً ، وهذا هو المدلول المطابقيّ للاستصحاب , ويوجد مدلول آخر للاستصحاب وهو أنَّ زيداً قد نبتت لحيتُهُ , وهو المدلول الإلتزاميّ , والاستصحاب هنا واسطة في إثبات موضوع الملازمة ، والموضوع هو حياة زيد ، فالاستصحاب لا يثبت أكثر من الحال السابقة وهي حياة زيد , ولذا يمكن ترتيب الآثار الشرعيّة على حياته مثل بقاء مالِهِ في ملكهِ , وعدم تقسيمه في ورثته , وبقاء زوجته في عصمته , أما لوازم حياته فلا يثبتها الاستصحاب ، مثل نبات اللحية  فلو نذر والده أنْ ينفق مالاً حال نبات لحيته فلا يجب عليه الوفاء بالنذر بناء على الاستصحاب ؛ لأنَّ الاستصحاب لا يسري إلى اللوازم التكوينيّة .

  • القول في المداليل الإلتزاميّة للأصول (مثبتات الأصول) ؟

ج: إنَّ الأصول العمليّة تنزيليّة أو غيرها لمَّا كانت مبنيّة على ملاحظة نوع المؤدى , فلا يمكن أنْ يستفاد من دليلها اسراء التعبد إلى كل اللوازم إلّا بعناية خاصة في لسان الدّليل ، ومن هنا قيل: إنَّ الأصول العمليّة ليست حجّة في مثبتاتها أي في مدلولاتها الإلتزاميّة .