شرح حكم نهج البلاغة –  41

من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي

*بينكم و بين الموعظة حجاب من الغرّة (5) -. [3]

اعلم أنّ الدنيا بشهواتها و لذّاتها حجاب بين العبد و بين الموعظة، لأنّ الإنسان يغترّ بالعاجلة، و يتوهّم دوام ما هو فيه، و إذا خطر بباله الموت وعد نفسه رحمة اللّه و عفوه، هذا إذا كان ممّن يعترف بالمعاد، و إلاّ فإنّ كثيرا ممّن يظهر القول بالمعاد فهو في الحقيقة غير مستيقن له.

و بالجملة، الإخلاد إلى عفو اللّه و الاتّكال على المغفرة مع الإقامة على المعصية، غرور لا محالة، و الحازم من عمل لما بعد الموت، و لم يمنّ نفسه الأمانيّ الباطلة.

*البخل جامع لمساوئ العيوب، و هو زمام يقاد به إلى كلّ سوء (1) -. [1]

البخل‌ رذيلة التفريط من فضيلة السخاء، و هي مستلزمة للجهل و الفجور و حبّ الدّنيا و الجبن و الظلم و الحرص و الحسد و الشرّ و دناءة الهمّة و الكذب و الغدر و الخيانة و قطع الرحم و عدم المواساة.

و بالجملة، أكثر الرذائل من توابع البخل و لواحقه، و إنّه زمام إلى كلّ منها.

و في الحديث النبويّ صلّى اللّه عليه و آله: «ثلاث مهلكات: شحّ مطاع، و هوى متّبع، و إعجاب المرء بنفسه» . [2]


[3] نهج البلاغة، الحكمة 282.

[1] نهج البلاغة، الحكمة 378.

[2] شرح ابن أبي الحديد 19-316.