رسالة الحقوق للإمام زين العابدين ( ع )- حق الرحم

رسالة الحقوق للإمام زين العابدين ( ع )

رسالة الحقوق للإمام زين العابدين ( ع )، الإمام زين العابدين ( ع )، ص ٢٨

https://ablibrary.net/#/reading/booklist/10383/28

أ – حق الام :
وأما حق الرحم : فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا ، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحدا ، وأنها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها ، مستبشرة فرحة محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمها ، حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الأرض فرضيت أن تشبع وتجوع هي ، وتكسوك وتعرى وترويك وتظمى ، وتظلك وتضحى ، وتنعمك ببؤسها وتلذذك بالنوم بأرقها ، وكان بطنها لك وعاء ، وحجرها لك حواء ، وثديها لك سقاء ، ونفسها لك وقاء . تباشر حرّ الدنيا وبردها لك ودونك . فتشكرها على قدر ذلك ، ولا تقدر عليه إلا بعون اللّه وتوفيقه « 1 » .
ب – حق الأب :
وأما حق أبيك : فان تعلم أنه أصلك ، وأنك فرعه ،وأنك لولاه لم تكن . فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه ، واحمد اللّه واشكره على قدر ذلك .
ولا قوة إلّا باللّه .
ج – حق الولد :
وأما حق ولدك : فأن تعلم أنه منك ، ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره . وأنك مسؤول عما وليته من حسن الأدب ، والدلالة على ربه والمعونة له على طاعته فيك وفي نفسه ، فمثاب على ذلك ومعاقب . فاعمل في أمره عمل المتزيّن بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا ، المعذّر إلى ربه فيما بينك وبينه بحسن القيام عليه ، والآخذ له منه .
ولا قوة إلّا باللّه « 1 » .


( 1 ) . وفي رواية : وأما حق أمك فان تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا ، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا ، ووقتك بجميع جوارحها ، ولم تبال أن تجوع وتطعمك ، وتعطش وتسقيك ، وتعرى وتكسوك . وتظلك وتضحى ، وتهجر النوم لأجلك ، ووقتك الحر والبرد لتكون لها ، فإنك لا تطيق شكرها إلّا بعون اللّه وتوفيقه .

( 1 ) . وفي رواية : فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الاحسان اليه .
ومعاقب على الإساءة اليه .