من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
عيبك مستور ما أسعدك جدّك (1) -. [1]
سعادة الجدّ عبارة عن حسن البخت و توافق أسباب المصلحة في حقّ الإنسان و من مصالحه ستر العيوب و الرذائل، و بحسب دوام ذلك يدوم سترهما.
سمع من امرأة من الأعراب ترقص ابنا لها فتقول له: رزقك اللّه جدّا يخدمك عليه ذوو العقول، و لا رزقك عقلا تخدم به ذوي الجدود . [2]
العفاف زينة الفقر، و الشّكر زينة الغنى. [3]
العفاف : العفّة. و هي فضيلة القوّة الشهويّة، و الفقير إذا ضبط شهوته بزمام عقله عن ميولها الطبيعيّة، كملت نفسه بفضيلة العفّة، و زان فقره بفضيلته في أعين المعتبرين، و إذا أهملها و أسلس قيادها تقّحمت به في موارد الهلكة، و قادته إلى الحرص و الهلع، و الحسد و المنى و الكدية، و حصل بسببها في أقبح صورة.
و أنشد الأصمعيّ لبعضهم:
أقسم باللّه لمصّ النوى # و شرب ماء القلب المالحه
أحسن بالإنسان من ذلّه # و من سؤال الأوجه الكالحه
فاستغن باللّه تكن ذا غنى # مغتبطا بالصفقة الرابحه
طوبى لمن يصبح ميزانه # يوم يلاقي ربّه راجحه
و قال بعضهم: وقفت على كنيف و في أسفله كنّاف، و هو ينشد:
و أكرم نفسي عن أمور كثيرة # ألاّ إنّ إكرام النفوس من العقل
و أبخل بالفضل المبين على الأولى # رأيتهم لا يكرمون ذوي الفضل
و ما شانني كنس الكنيف و إنّما # يشين الفتى أن يجتدي نائل النذل
و أقبح ممّا بي وقوفي مؤمّلا # نوال فتى مثلي، و أيّ فتى مثلي
و نظير قوله عليه السلام: «و الشكر زينة الغنى» ، قولهم: العلم بغير عمل قول باطل، و النعمة بغير شكر جيّد عاطل. [3]
(2) –
[1] نهج البلاغة، الحكمة 51.
[2] شرح ابن أبي الحديد 18-182.
[3] نهج البلاغة، الحكمة 68.
[1] شرح ابن أبي الحديد 18-213.
[1] أي يطلب عطاء اللئيم. النذل ضدّ الشريف. منه (ره)
[2] شرح ابن أبي الحديد 18-213-214.
[3] شرح ابن أبي الحديد 18-214.