شرح حكم نهج البلاغة – 67

من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي

عيبك مستور ما أسعدك جدّك (1) -. [1]

سعادة الجدّ عبارة عن حسن البخت و توافق أسباب المصلحة في حقّ الإنسان و من مصالحه ستر العيوب و الرذائل، و بحسب دوام ذلك يدوم سترهما.

سمع من امرأة من الأعراب ترقص ابنا لها فتقول له: رزقك اللّه جدّا يخدمك عليه ذوو العقول، و لا رزقك عقلا تخدم به ذوي الجدود . [2]

العفاف زينة الفقر، و الشّكر زينة الغنى. [3]

العفاف‌ : العفّة. و هي فضيلة القوّة الشهويّة، و الفقير إذا ضبط شهوته بزمام عقله عن ميولها الطبيعيّة، كملت نفسه بفضيلة العفّة، و زان فقره بفضيلته في أعين المعتبرين، و إذا أهملها و أسلس قيادها تقّحمت به في موارد الهلكة، و قادته إلى الحرص و الهلع، و الحسد و المنى و الكدية، و حصل بسببها في أقبح صورة.

و أنشد الأصمعيّ لبعضهم:

أقسم باللّه لمصّ النوى # و شرب ماء القلب المالحه

أحسن بالإنسان من ذلّه # و من سؤال الأوجه الكالحه

فاستغن باللّه تكن ذا غنى # مغتبطا بالصفقة الرابحه

طوبى لمن يصبح ميزانه # يوم يلاقي ربّه راجحه‌

[1]

و قال بعضهم: وقفت على كنيف و في أسفله كنّاف، و هو ينشد:

و أكرم نفسي عن أمور كثيرة # ألاّ إنّ إكرام النفوس من العقل

و أبخل بالفضل المبين على الأولى # رأيتهم لا يكرمون ذوي الفضل

و ما شانني كنس الكنيف و إنّما # يشين الفتى أن يجتدي نائل النذل

[1]

و أقبح ممّا بي وقوفي مؤمّلا # نوال فتى مثلي، و أيّ فتى مثلي‌

[2]

و نظير قوله عليه السلام: «و الشكر زينة الغنى» ، قولهم: العلم بغير عمل قول باطل، و النعمة بغير شكر جيّد عاطل. [3]

(2) –


[1] نهج البلاغة، الحكمة 51.

[2] شرح ابن أبي الحديد 18-182.

[3] نهج البلاغة، الحكمة 68.

[1] شرح ابن أبي الحديد 18-213.

[1] أي يطلب عطاء اللئيم. النذل ضدّ الشريف. منه (ره)

[2] شرح ابن أبي الحديد 18-213-214.

[3] شرح ابن أبي الحديد 18-214.