رسالة الحقوق للإمام زين العابدين ( ع )- حق السائل والمسؤول

رسالة الحقوق للإمام زين العابدين ( ع )

رسالة الحقوق للإمام زين العابدين ( ع )، الإمام زين العابدين ( ع )، ص ٤٧

https://ablibrary.net/#/reading/booklist/10383/47

أ – حق السائل :
وأما حق السائل : فإعطاؤه إذا تهيأت صدقة ، وقدرت على سد حاجته ، والدعاء له فيما نزل به والمعاونة له على طلبته . وإن شككت في صدقه وسبقت اليه التهمة ولم تعزم على ذلك لم تأمن أن يكون من كيد الشيطان أراد أن يصدّك عن حظك ويحول بينك وبين التقرب إلى ربك تركته بستره ورددته ردا جميلا ، وإن غلبت نفسك في أمره وأعطيته على ما عرض في نفسك منه فإن ذلك من عزم الأمور « 2 » .

( 2 ) . وفي رواية : إعطاؤه على قدر حاجته .

ب – حق المسؤول :
وأما حق المسؤول : فإن أعطى قبل منه ما أعطى بالشكر له والمعرفة لفضله . واطلب وجه العذر في منعه ، وأحسن به الظن ، واعلم أنه إن منع فماله منع . وأن ليس التثريب في ماله وإن كان ظالما . فإن الانسان لظلوم كفّار « 1 » .

ج – حق من سرّك :
وأما حق من سرك اللّه به وعلى يديه : فإن كان تعمدها لك حمدت اللّه أولا ثم شكرته على ذلك بقدره في موضع الجزاء ، وكافأته على فضل الابتداء وأرصدت له المكافأة . وإن لم يكن تعمدها حمدت اللّه أولا ثم شكرته ، وعلمت أنه منه توحدك بها ، وأحببت هذا إذ كان سببا من أسباب نعم اللّه عليك ، وترجو له بعد ذلك خيرا . فإن أسباب النعم بركة حيث ما كانت وإن كان لم يعتمد .
ولا قوة الّا باللّه « 1 » .

( 1 ) . وفي رواية : إن أعطى فاقبل منه بالشكر والمعرفة بفضله ، وإن منع فاقبل عذره .
د – حق القضاء :
وأما حق من ساءك القضاء على يديه بقول أو فعل :
فإن كان تعمدها كان العفو أولى بك لما فيه له من القمع وحسن الأدب مع كثير من أمثاله من الخلق ؛ فإن اللّه يقول : وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ . . . – إلى قوله – لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ . وقال عز وجل :
وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ . هذا في العمد ، فإن لم يكن عمدا لم تظلمه بتعمد الانتصار منه ؛ فتكون قد كافأته في تعمد على خطأ ، ورفقت به ورددته بألطف ما تقدر عليه .
( 1 ) . وفي رواية : أن تحمد اللّه عز وجل أولا ثم تشكره .

ولا قوة الّا باللّه « 1 » .

( 1 ) . وفي رواية : أن تعفو عنه وإن علمت أن العفو يضر انتصرت . قال تبارك وتعالى : وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ .