الدكتورة بشرى حنون محسن
في كل عام اعتدنا ان نستقبل الشهر الفضيل ،كل حسب استعداده الجسدي والنفسي فنرى من يستعد للصيام وهو فرح مستبشر لأنه سيقوم بأداء الفريضة طاعة لله، وهناك من يجد في الصيام عناء ومشقة لكنه يصوم امتثالا للأمر الالهي ،لكنه يكون طوال اليوم في حالة تعب ومعاناة وينتظر انتهاء اليوم ليفطر .
ولكن هل تساءلنا عن جزء أهم من الانقطاع عن الطعام والشراب ، ذلك الجزء الذي يتعلق بالروح وكيف تستقبل الشهر وما يدور في داخل الانسان من مشاعر الأمان والطمأنينة والسعادة الداخلية التي تملأ النفس ،هل تساءلنا من أين تأتي كل هذه المشاعر التي لا نستشعرها في غير هذا الشهر، وكأنه شهر قد خصه الله بألطافه وأنتزع منا كل نوازع الشر والأذى ،وأحل محلها نوازع الخير والدعة ،هل وقفنا مع أنفسنا وحاولنا أن نعزز تلك المشاعر الطيبة لتكون الأصل في كل الشهور، هل تحركنا باتجاه أن نغير من أنفسنا لنكون في حالة طمأنينة دائمية ،واشتغلنا على أنفسنا وحاربنا الشر بوجوهه المختلفة واستبدلناه بالخير ،ترى ماذا سيكون شكل الحياة لو تحولت الأيام والليالي كلها الى أيام رمضانية هانئة مليئة بالراحة النفسية ،والبعد عن المعصية ،كيف ستمضي الأيام دون أن تفرض علينا الدنيا الدنية، منغصاتها.
أظنها ستكون أجمل حياة حتى مرها سيتحول الى حلاوة.