من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
إضاعة الفرصة غصّة. أي إنّ تضييع الأمر وقت إمكانه يؤدي إلى الغصّة، الأسف، والحزن على تفويته.
كما يُقال في المثل: انتهزوا الفرص، فإنّها تمرّ مرّ السحاب.
إنّ للّه ملكا ينادي في كلّ يوم: لدوا للموت، و ابنوا للخراب، و اجمعوا للفناء. اللامات الثلاثة تسمّى لام العاقبة، مثل قوله تعالى: «فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَ حَزَناً». فإنّهم ما التقطوه لهذه العلّة، بل للتبنّي، لكن كان عاقبة التقاطهم إيّاه العداوة و الحزن، و كذلك قوله تعالى: «وَ لَقَدْ ذَرَأْنََا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ».
و بالجملة، خلاصة كلامه عليه السّلام التنبيه على أنّ الدنيا دار فناء و عطب، لا دار بقاء و سلامة، و أنّ الولد يموت، و الدور تخرّب، و ما يجمع من الأموال يفنى.
و قد نظم الشاعر بقوله:
له ملك ينادي كلّ يوم # لدوا للموت و ابنوا للخراب