شرح حكم نهج البلاغة – 1

من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي

أزرى بنفسه من استشعر الطّمع، و رضي بالذّلّ من كشف ضرّه [عن ضرّه‏]، و هانت عليه نفسه من أمّر عليها لسانه. 

هذه ثلاثة فصول: الأوّل في الطمع -:

«أزرى بنفسه» ، أي حقّرها و قصّر بها. «استشعر الطمع» ، أي جعله شعاره أي لازمه.

و في الحديث: الطمع الفقر الحاضر. 

و كان يقال: أكثر مصارع الألباب تحت ظلال الطمع -. 

الثاني في الشكوى:

«من كشف ضرّه» ، أي شكى إلى الناس بؤسه و فقره. و في معناه:

لا تشكونّ إلى أحد فإنّه إن كان عدوّا سرّه، و إن كان صديقا ساءه، و ليست مسرّة العدوّ و لا مساءة الصديق بمحمودة

الثالث في حفظ اللسان، و قد ورد فيه ما لا يحصى منها: سلامة الإنسان في حفظ اللسان‏  ، و منها: ربّ كلمة سفكت دما، و أورثت ندما. 

قال الشاعر:

يموت الفتى من عثرة بلسانه # و ليس يموت المرء من عثرة الرجل‏