من كتاب حرمة القرآن – 24

حرمة القرآن - 24

بقلم الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي

ان القرآن الكريم كان مجموعا على عهد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) يتبع

الإحتجاج: وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِ‏ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  جَمَعَ عَلِيٌّ (عليه السّلام) الْقُرْآنَ , وَ جَاءَ بِهِ إِلَى‏ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ , وَ عَرَضَهُ عَلَيْهِمْ لِمَا قَدْ أَوْصَاهُ بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  ,  فَلَمَّا فَتَحَهُ أَبُو بَكْرٍ خَرَجَ فِي أَوَّلِ صَفْحَةٍ فَتَحَهَا فَضَائِحُ‏ الْقَوْمِ‏, فَوَثَبَ عُمَرُ, وَ قَالَ: يَا عَلِيُّ ارْدُدْهُ فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ, فَأَخَذَهُ (عليه السّلام) وَ انْصَرَفَ, ثُمَّ أَحْضَرُوا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ, وَ كَانَ قَارِياً لِلْقُرْآنِ, فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنَّ عَلِيّاً جَاءَ بِالْقُرْآنِ , وَ فِيهِ فَضَائِحُ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ, وَ قَدْ رَأَيْنَا أَنْ نُؤَلِّفَ الْقُرْآنَ, وَ نُسْقِطَ مِنْهُ مَا كَانَ فَضِيحَةً وَ هَتْكاً لِلْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ, فَأَجَابَهُ زَيْدٌ إِلَى ذَلِكَ, ثُمَّ قَالَ: فَإِنْ أَنَا فَرَغْتُ مِنَ الْقُرْآنِ عَلَى مَا سَأَلْتُمْ وَ أَظْهَرَ عَلِيٌّ الْقُرْآنَ الَّذِي أَلَّفَهُ أَ لَيْسَ قَدْ بَطَلَ كُلَّ مَا عَمِلْتُمْ؟

قَالَ عُمَرُ: فَمَا الْحِيلَةُ؟

قَالَ زَيْدٌ : أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِالْحِيلَةِ؟

 فَقَالَ عُمَرُ : مَا حِيلَتُهُ دُونَ أَنْ نَقْتُلَهُ وَ نَسْتَرِيحَ مِنْهُ, فَدَبَّرَ فِي قَتْلِهِ عَلَى يَدِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ, فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ, وَ قَدْ مَضَى شَرْحُ ذَلِكَ, فَلَمَّا اسْتَخْلَفَ عُمَرُ سَأَلَ عَلِيّاً (عليه السّلام) أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِمُ الْقُرْآنَ فَيُحَرِّفُوهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ, فَقَالَ يَا أَبَا الْحَسَنِ: إِنْ جِئْتَ بِالْقُرْآنِ الَّذِي كُنْتَ قَدْ جِئْتَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ حَتَّى نَجْتَمِعَ عَلَيْهِ.

 فَقَالَ (عليه السّلام): هَيْهَاتَ لَيْسَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلٌ , إِنَّمَا جِئْتُ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ لِتَقُومَ الْحُجَّةُ عَلَيْكُمْ وَ لَا {تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ‏} أَوْ تَقُولُوا مَا جِئْتَنَا بِهِ إِنَّ الْقُرْآنَ الَّذِي عِنْدِي‏ {لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}‏ الواقعة (79), وَ الْأَوْصِيَاءُ مِنْ وُلْدِي.

 قَالَ عُمَرُ: فَهَلْ لِإِظْهَارِهِ وَقْتٌ مَعْلُومٌ؟

فَقَالَ (عليه السّلام): نَعَمْ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ مِنْ وُلْدِي يُظْهِرُهُ وَ يَحْمِلُ النَّاسَ عَلَيْهِ فَتَجْرِي السُّنَّةُ بِه[1]‏.

كتاب سليم بن قيس الهلالي: (…لَزِمَ – الامام علي  – (عليه السّلام)بَيْتَهُ , وَ أَقْبَلَ‏ عَلَى‏ الْقُرْآنِ‏ يُؤَلِّفُهُ وَ يَجْمَعُهُ , فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى جَمَعَهُ , وَ كَانَ فِي الصُّحُفِ وَ الشِّظَاظِ, وَ الْأَسْيَارِ, وَ الرِّقَاعِ‏, فَلَمَّا جَمَعَهُ كُلَّهُ وَ كَتَبَهُ [بِيَدِهِ‏] عَلَى تَنْزِيلِهِ [وَ تَأْوِيلِهِ‏], وَ النَّاسِخِ مِنْهُ وَ الْمَنْسُوخِ بَعَثَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ أَنِ اخْرُجْ فَبَايِعْ فَبَعَثَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ (عليه السّلام): إِنِّي لَمَشْغُولٌ وَ قَدْ آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي يَمِيناً أَنْ لَا أَرْتَدِيَ رِدَاءً إِلَّا لِلصَّلَاةِ حَتَّى أُؤَلِّفَ الْقُرْآنَ , وَ أَجْمَعَهُ [فَسَكَتُوا عَنْهُ أَيَّاماً], فَجَمَعَهُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ, وَ خَتَمَهُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ, وَ هُمْ مُجْتَمِعُونَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  فَنَادَى عَلِيٌّ (عليه السّلام) بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي لَمْ أَزَلْ مُنْذُ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  مَشْغُولًا بِغُسْلِهِ ثُمَّ بِالْقُرْآنِ حَتَّى جَمَعْتُهُ كُلَّهُ فِي هَذَا الثَّوْبِ الْوَاحِدِ, فَلَمْ يُنْزِلِ اللهُ عَلَى‏ رَسُولِ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  آيَةً إِلَّا وَ قَدْ جَمَعْتُهَا, وَ لَيْسَتْ مِنْهُ آيَةٌ إِلَّا وَ قَدْ جَمَعْتُهَا , وَ لَيْسَتْ مِنْهُ آيَةٌ إِلَّا وَ قَدْ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  وَ عَلَّمَنِي تَأْوِيلَهَا, ثُمَّ قَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ (عليه السّلام): لِئَلَّا تَقُولُوا غَداً {إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ‏}, ثُمَّ قَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ(عليه السّلام): لِئَلَّا تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنِّي لَمْ أَدْعُكُمْ إِلَى نُصْرَتِي , وَ لَمْ أُذَكِّرْكُمْ حَقِّي , وَ لَمْ أَدْعُكُمْ إِلَى كِتَابِ اللهِ مِنْ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ , فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَغْنَانَا مَا مَعَنَا مِنَ الْقُرْآنِ عَمَّا تَدْعُونَا إِلَيْه‏[2].


[1] الإحتجاج على أهل اللجاج (للطبرسي)، ج‏1، ص155- 156.

[2] كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج‏2، ص581- 582.