بقلم الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي
ان القرآن الكريم فيه تبيان كل شيء يتبع
تفسير العياشي: و قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) : الْقُرْآنُ هُدًى مِنَ الضَّلَالَة ، وَ تِبْيَانٌ مِنَ الْعَمى ، وَ اسْتِقَالَةٌ مِنَ الْعَثْرَة ، وَ نُورٌ مِنَ الظُّلْمَة ، وَ ضِيَاءٌ مِنَ الْأَحْدَاث ، وَ عِصْمَةٌ مِنَ الْهَلَكَة ، وَ رُشْدٌ مِنَ الْغَوَايَةِ، وَ بَيَانٌ مِنَ الْفِتَن ، وَ بَلَاغٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَةِ، وَ فِيهِ كَمَالُ دِينِكُمْ، فهذه صفة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) للقرآن، وَ مَا عَدَلَ أَحَدٌ عَنِ الْقُرْآنِ إِلَّا إِلَى النَّار[1].
تفسير العياشي: عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد الله (عليه السّلام) إن الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن، و قطب جميع الكتب، عليها يستدير محكم القرآن، و بها نوهت الكتب و يستبين الإيمان، و قد أمر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يقتدى بالقرآن و آل محمد، و ذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها: إني تارك فيكم الثقلين: الثقل الأكبر، و الثقل الأصغر، فأما الأكبر فكتاب ربي، و أما الأصغر فعترتي أهل بيتي فاحفظوني فيهما فلن تضلوا ما تمسكتم بهما[2].
تفسير العياشي: عن الحسن بن علي’ قال: قيل لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) : إن أمتك ستفتتن فسئل ما المخرج من ذلك فقال: كتاب الله العزيز الذي {لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} فصلت(42)، من ابتغى العلم في غيره أضله الله, ُ وَ مَنْ وَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ مِنْ جَبَّارٍ فَعَمِلَ بِغَيْرِهِ قَصَمَهُ اللَّه, وَ هُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيم, و النور المبين, و الصراط المستقيم، فيه خبر ما قبلكم و نبأ ما بعدكم، و حكم ما بينكم, و هو الفصل ليس بالهزل، و هو الذي سمعته الجن فلم تناهى أن قالوا {إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ}الجن (1) و لا يخلق على طول الرد، و لا ينقضي عبره, و لا تفنى عجائبه[3].
تفسير العياشي: عن عمرو بن قيس, عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: سمعته يقول إن الله تبارك و تعالى لم يدع شيئا يحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة إلا أنزله في كتابه, و بينه لرسوله( صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، و جعل لكل شيء حدا , و جعل دليلا يدل عليه، وَ جَعَلَ عَلَى مَنْ تَعَدَّى ذَلِكَ الْحَدِّ حَدّا [4].
تفسير العياشي: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) قَال: إِنَّ اللهَ لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَهُ فِرْقَتَيْنِ, فجَعَلَ خِيَرَتَهُ فِي إِحْدَى الْفِرْقَتَيْنِ, ثُمَّ جَعَلَهُمْ أَثْلَاثاً , فَجَعَلَ خِيَرَتَهُ فِي أَحَدِ الْأَثْلَاثِ, ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَخْتَارُ حَتَّى اخْتَارَ عَبْدَ مَنَافٍ, ثُمَّ اخْتَارَ مِنْ عَبْدِ مَنَافٍ هَاشِماً , ثُمَّ اخْتَارَ مِنْ هَاشِمٍ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ, ثُمَّ اخْتَارَ مِنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَبْدَ اللهِ وَ اخْتَارَ مِنْ عَبْدِ اللهِ مُحَمَّداً رَسُولَ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) فَكَانَ أَطْيَبَ النَّاسِ وِلَادَةً وَ أَطْهَرَهَا فَبَعَثَهُ اللهُ {بِالْحَقِّ بَشِيراً وَ نَذِيراً} البقرة(119)وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ , َ فَلَيْسَ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا فِي الْكِتَابِ تِبْيَانُه [5].
تفسير العياشي: عن مسعدة بن صدقة, عن أبي عبد الله (عليه السّلام), عن أبيه, عن جده (, قال: خطبنا أمير المؤمنين (عليه السّلام) خطبة, فقال فيها: نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ , وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ, أَرْسَلَهُ بِكِتَابٍ فَصَّلَهُ, وَ أَحْكَمَهُ وَ أَعَزَّهُ, وَ حَفِظَهُ بِعِلْمِهِ, وَ أَحْكَمَهُ بِنُورِهِ, وَ أَيَّدَهُ بِسُلْطَانِهِ , وَ كَلَأَهُ مَنْ لَمْ يَتَنَزَّهْ هَوًى أَوْ يَمِيلُ بِهِ شَهْوَة, أو يأتيه {الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} فصلت(42)، ٍ وَ لَا يُخْلِقُهُ طُولُ الرَّدِّ وَ لَا يَفْنَى عَجَائِبُهُ مَنْ قَالَ بِهِ صُدِّق, و من قام به وَ مَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ , وَ مَنْ خَاصَمَ بِهِ فَلَحَ , وَ مَنْ قَاتَلَ بِهِ نُصِرَ, وَ مَنْ قَامَ بِه {هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ}آل عمران (110)، فِيهِ نَبَأُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَ الْحُكْمُ فِيمَا بَيْنَكُم ، و خيرة معادكم أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَ أَشْهَدَ الْمَلَائِكَةَ بِتَصْدِيقِه, قَالَ اللهُ جَلَّ وَجْهُه {لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَ الْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَ كَفى بِاللهِ شَهِيداً} النساء(166), فَجَعَلَهُ اللهُ نُور {يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}الاسراء(9), وَ قَال: {فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}القيامة (18), وَ قَال: {اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَ لا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ}الاعراف (3), وَ قَال: {فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَ مَنْ تابَ مَعَكَ وَ لا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} هود(112), فَفِي اتِّبَاعِ مَا جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ الْفَوْزُ الْعَظِيم ، وَ فِي تَرْكِهِ الْخَطَأُ الْمُبِينُ قَال: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقى} طه(123), فَجَعَلَ فِي اتِّبَاعِهِ كُلَّ خَيْرٍ يُرْجَى فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَة, فَالْقُرْآنُ آمِرٌ وَ زَاجِرٌ حُدَّ فِيهِ الْحُدُود ، وَ سُنَّ فِيهِ السُّنَن ، وَ ضُرِبَ فِيهِ الْأَمْثَال ، وَ شُرِعَ فِيهِ الدِّينُ إِعْذَارا مِن نفسه, ِ وَ حُجَّةً عَلَى خَلْقِه ، ِ أَخَذَ عَلَى ذَلِكَ مِيثَاقَهُم ، وَ ارْتَهَنَ عَلَيْهِ أَنْفُسَهُمْ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَأْتُونَ وَ مَا يَتَّقُون، { لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ إِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيم}الانفال(42)[6].
[1] تفسير العياشي ؛ ج1 ؛ ص5.
[2] تفسير العياشي ؛ ج1 ؛ ص5.
[3] تفسير العياشي ؛ ج1 ؛ ص6.
[4] تفسير العياشي ؛ ج1 ؛ ص6.
[5] تفسير العياشي، ج1، ص: 6.
[6] تفسير العياشي، ج1، ص7-8.