من كتاب حرمة القرآن – 36

حرمة القرآن - 36

بقلم الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي   

ان القرآن الكريم فيه تبيان كل شيء يتبع

تفسير العياشي: و قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  : الْقُرْآنُ هُدًى مِنَ الضَّلَالَة ، وَ تِبْيَانٌ مِنَ الْعَمى‏ ، وَ اسْتِقَالَةٌ مِنَ الْعَثْرَة ، وَ نُورٌ مِنَ الظُّلْمَة ، وَ ضِيَاءٌ مِنَ الْأَحْدَاث‏ ، وَ عِصْمَةٌ مِنَ الْهَلَكَة ، وَ رُشْدٌ مِنَ الْغَوَايَةِ، وَ بَيَانٌ مِنَ الْفِتَن‏ ، وَ بَلَاغٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَةِ، وَ فِيهِ كَمَالُ دِينِكُمْ، فهذه صفة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  للقرآن، وَ مَا عَدَلَ أَحَدٌ عَنِ الْقُرْآنِ إِلَّا إِلَى النَّار[1].

تفسير العياشي: عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد الله (عليه السّلام) إن الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن، و قطب جميع الكتب، عليها يستدير محكم القرآن، و بها نوهت الكتب و يستبين الإيمان، و قد أمر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  أن يقتدى بالقرآن و آل محمد، و ذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها: إني تارك فيكم الثقلين: الثقل الأكبر، و الثقل الأصغر، فأما الأكبر فكتاب ربي، و أما الأصغر فعترتي أهل بيتي فاحفظوني فيهما فلن تضلوا ما تمسكتم بهما[2].

تفسير العياشي: عن الحسن بن علي’ قال:‏ قيل لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) : إن أمتك ستفتتن فسئل ما المخرج من ذلك فقال: كتاب الله العزيز الذي‏ {لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ  تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} فصلت(42)، من ابتغى العلم في غيره أضله الله, ُ وَ مَنْ وَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ مِنْ جَبَّارٍ فَعَمِلَ بِغَيْرِهِ قَصَمَهُ اللَّه‏, وَ هُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيم‏, و النور المبين, و الصراط المستقيم، فيه خبر ما قبلكم و نبأ ما بعدكم، و حكم ما بينكم, و هو الفصل ليس بالهزل، و هو الذي سمعته الجن فلم تناهى أن قالوا {إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ}الجن (1) و لا يخلق على طول الرد، و لا ينقضي عبره, و لا تفنى عجائبه‏[3].

تفسير العياشي: عن عمرو بن قيس, عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: سمعته يقول‏ إن الله تبارك و تعالى لم يدع شيئا يحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة إلا أنزله في كتابه, و بينه لرسوله( صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، و جعل لكل شي‏ء حدا , و جعل دليلا يدل عليه، وَ جَعَلَ عَلَى مَنْ تَعَدَّى ذَلِكَ الْحَدِّ حَدّا [4].

تفسير العياشي: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) قَال‏:‏ إِنَّ اللهَ لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَهُ فِرْقَتَيْنِ, فجَعَلَ خِيَرَتَهُ فِي إِحْدَى الْفِرْقَتَيْنِ, ثُمَّ جَعَلَهُمْ أَثْلَاثاً , فَجَعَلَ خِيَرَتَهُ فِي أَحَدِ الْأَثْلَاثِ, ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَخْتَارُ حَتَّى اخْتَارَ عَبْدَ مَنَافٍ, ثُمَّ اخْتَارَ مِنْ عَبْدِ مَنَافٍ هَاشِماً , ثُمَّ اخْتَارَ مِنْ هَاشِمٍ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ,  ثُمَّ اخْتَارَ مِنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَبْدَ اللهِ وَ اخْتَارَ مِنْ عَبْدِ اللهِ مُحَمَّداً رَسُولَ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  فَكَانَ أَطْيَبَ النَّاسِ وِلَادَةً وَ أَطْهَرَهَا فَبَعَثَهُ اللهُ  {بِالْحَقِّ بَشِيراً وَ نَذِيراً} البقرة(119)وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ  ‏, َ فَلَيْسَ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا فِي الْكِتَابِ تِبْيَانُه‏ ‏[5].

تفسير العياشي: عن مسعدة بن صدقة, عن أبي عبد الله (عليه السّلام), عن أبيه, عن جده (, قال:‏ خطبنا أمير المؤمنين (عليه السّلام) خطبة, فقال فيها: نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ , وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ, أَرْسَلَهُ بِكِتَابٍ فَصَّلَهُ, وَ أَحْكَمَهُ وَ أَعَزَّهُ, وَ حَفِظَهُ بِعِلْمِهِ, وَ أَحْكَمَهُ بِنُورِهِ, وَ أَيَّدَهُ بِسُلْطَانِهِ , وَ كَلَأَهُ مَنْ لَمْ يَتَنَزَّهْ هَوًى أَوْ يَمِيلُ بِهِ شَهْوَة, أو يأتيه‏ {الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ  تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} فصلت(42)، ٍ وَ لَا يُخْلِقُهُ‏ طُولُ‏ الرَّدِّ وَ لَا يَفْنَى‏ عَجَائِبُهُ‏ مَنْ‏ قَالَ‏ بِهِ‏ صُدِّق‏,  و من قام به  وَ مَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ , وَ مَنْ خَاصَمَ بِهِ فَلَحَ , وَ مَنْ قَاتَلَ بِهِ نُصِرَ, وَ مَنْ قَامَ بِه‏ {هُدِيَ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏}آل عمران (110)،  فِيهِ نَبَأُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَ الْحُكْمُ فِيمَا بَيْنَكُم‏ ، و خيرة معادكم أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَ أَشْهَدَ الْمَلَائِكَةَ بِتَصْدِيقِه‏, قَالَ اللهُ جَلَّ وَجْهُه‏ {لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَ الْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَ كَفى‏ بِاللهِ شَهِيداً} النساء(166), فَجَعَلَهُ اللهُ نُور {يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ‏}الاسراء(9), وَ قَال‏: {فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}القيامة (18), وَ قَال‏: {اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَ لا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ}الاعراف (3), وَ قَال‏: {فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَ مَنْ تابَ مَعَكَ وَ لا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} هود(112), فَفِي اتِّبَاعِ مَا جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ الْفَوْزُ الْعَظِيم‏ ، وَ فِي تَرْكِهِ الْخَطَأُ الْمُبِينُ قَال‏: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقى} طه(123), فَجَعَلَ فِي اتِّبَاعِهِ كُلَّ خَيْرٍ يُرْجَى فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَة,  فَالْقُرْآنُ آمِرٌ وَ زَاجِرٌ حُدَّ فِيهِ الْحُدُود ، وَ سُنَّ فِيهِ السُّنَن‏ ، وَ ضُرِبَ فِيهِ الْأَمْثَال‏ ، وَ شُرِعَ فِيهِ الدِّينُ إِعْذَارا  مِن نفسه‏, ِ وَ حُجَّةً عَلَى خَلْقِه‏ ، ِ أَخَذَ عَلَى ذَلِكَ مِيثَاقَهُم‏ ، وَ ارْتَهَنَ عَلَيْهِ أَنْفُسَهُمْ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَأْتُونَ وَ مَا يَتَّقُون‏، { لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَ يَحْيى‏ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ إِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيم}الانفال(42)[6].‏


[1] تفسير العياشي ؛ ج‏1 ؛ ص5.

[2] تفسير العياشي ؛ ج‏1 ؛ ص5.

[3] تفسير العياشي ؛ ج‏1 ؛ ص6.

[4] تفسير العياشي ؛ ج‏1 ؛ ص6.

[5]  تفسير العياشي، ج‏1، ص: 6.

[6]  تفسير العياشي، ج‏1، ص7-8.