من كتاب حرمة القرآن الكريم – 70  

حرمة القرآن - 70

بقلم الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي

ان أهل البيت (هم ورثة الكتاب)

الغارات : من كتاب أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) الى معاوية: (…َنحْنُ أَهْلَ الْبَيْتِ اخْتَارَنَا اللهُ وَ اصْطَفَانَا , وَ جَعَلَ النُّبُوَّةَ فِينَا , وَ الْكِتَابَ‏ لَنَا, وَ الْحِكْمَةَ وَ الْعِلْمَ وَ الْإِيمَانَ وَ بَيْتَ اللَّه‏…..وَ عَلَيْنَا نَزَلَ‏ الْكِتَابُ‏ وَ فِينَا بُعِثَ الرَّسُولُ وَ عَلَيْنَا تُلِيَتِ الْآيَاتُ وَ نَحْنُ الْمُنْتَحِلُونَ لِلْكِتَابِ وَ الشُّهَدَاءُ عَلَيْهِ وَ الدُّعَاةُ إِلَيْهِ وَ الْقُوَّامُ بِهِ‏ {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُون}[1].‏

بصائر الدرجات في فضائل آل محمد (: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ, عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَيْبٍ,  عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْجَازِيِّ, عَنْ‏ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام). قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ‏: نَحْنُ‏ وَرَثَةُ كِتَابِ‏ اللهِ , وَ نَحْنُ صَفْوَتُهُ[2].

بصائر الدرجات في فضائل آل محمد (: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْأَرْمَنِيُّ, عَنْ أَبِي السَّلَامِ, عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَيْبٍ, عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السّلام) , قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى‏ {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا} ؟

 قَالَ(عليه السّلام): فِينَا نَزَلَتْ, وَ السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ الْإِمَامُ[3].

بصائر الدرجات في فضائل آل محمد (: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ, عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ, عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَةَ, عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ, عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام)‏ {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا} , قَالَ: قَالَ: هُمْ‏ آلُ‏ مُحَمَّدٍ , وَ السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ هُوَ الْإِمَامُ[4].

تحف العقول:لَمَّا حَضَرَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى (عليه السّلام) مَجْلِسَ الْمَأْمُونِ‏, وَ قَدِ اجْتَمَعَ فِيهِ جَمَاعَةُ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَ خُرَاسَانَ, فَقَالَ الْمَأْمُونُ: أَخْبِرُونِي عَنْ مَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا}فاطر(29), الْآيَةَ, فَقَالَتِ الْعُلَمَاءُ: أَرَادَ اللهُ الْأُمَّةَ كُلَّهَا .

 فَقَالَ الْمَأْمُونُ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا الْحَسَنِ؟

فَقَالَ الرِّضَا (عليه السّلام): لَا أَقُولُ كَمَا قَالُوا , وَ لَكِنْ أَقُولُ أَرَادَ اللهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِذَلِكَ‏ الْعِتْرَةَ الطَّاهِرَةَ (.

 فَقَالَ الْمَأْمُونُ: وَ كَيْفَ عَنَى الْعِتْرَةَ دُونَ الْأُمَّةِ ؟

 فَقَالَ الرِّضَا (عليه السّلام): لَوْ أَرَادَ الْأُمَّةَ لَكَانَتْ بِأَجْمَعِهَا فِي الْجَنَّةِ لِقَوْلِ اللهِ‏ {فَمِنْهُمْ ظالِمٌ‏ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} فاطر(32) , ثُمَّ جَعَلَهُمْ كُلَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ, فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَ‏ {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها}فاطر(33) فَصَارَتِ الْوِرَاثَةُ لِلْعِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ لَا لِغَيْرِهِمْ , ثُمَّ قَالَ الرِّضَا (عليه السّلام): هُمُ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ‏ {إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}الاحزاب(33), وَ هُمُ الَّذِينَ قَالَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) : إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ انْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِّي فِيهِمَا يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ .

قَالَتِ: الْعُلَمَاءُ أَخْبِرْنَا يَا أَبَا الْحَسَنِ عَنِ الْعِتْرَةِ هُمُ الْآلُ أَوْ غَيْرُ الْآلِ؟

 فَقَالَ الرِّضَا (عليه السّلام): هُمُ الْآلُ فَقَالَتِ الْعُلَمَاءُ فَهَذَا رَسُولُ اللهُ يُؤْثَرُ عَنْهُ‏ أَنَّهُ قَالَ: أُمَّتِي آلِي وَ هَؤُلَاءِ أَصْحَابُهُ يَقُولُونَ بِالْخَبَرِ الْمُسْتَفِيضِ الَّذِي لَا يُمْكِنُ دَفْعُهُ آلُ مُحَمَّدٍ أُمَّتُهُ, فَقَالَ الرِّضَا (عليه السّلام): أَخْبِرُونِي هَلْ تَحْرُمُ الصَّدَقَةُ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ؟

قَالُوا: نَعَمْ .

قَالَ (عليه السّلام): فَتَحْرُمُ عَلَى الْأُمَّةِ ؟

قَالُوا: لَا .

قَالَ (عليه السّلام): هَذَا فَرْقٌ بَيْنَ الْآلِ وَ بَيْنَ الْأُمَّةِ وَيْحَكُمْ أَيْنَ يُذْهَبُ بِكُمْ أَ صُرِفْتُمْ عَنِ الذِّكْرِ صَفْحاً أَمْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنَّمَا وَقَعَتِ الرِّوَايَةُ فِي الظَّاهِرِ عَلَى الْمُصْطَفَيْنَ الْمُهْتَدِينَ دُونَ سَائِرِهِمْ.

 قَالُوا: مِنْ أَيْنَ قُلْتَ يَا أَبَا الْحَسَنِ؟

 قَالَ (عليه السّلام): مِنْ قَوْلِ اللهِ‏ {لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِيمَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ}‏الحديد(26), فَصَارَتْ وِرَاثَةُ النُّبُوَّةِ وَ الْكِتَابِ فِي الْمُهْتَدِينَ دُونَ الْفَاسِقِين‏[5].


[1] الغارات (ط – القديمة) ؛ ج‏1 ؛ ص119-120.

[2] بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم، ج‏1، ص513- 514ح33.

[3] بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم ؛ ج‏1 ؛ ص46ح11.

[4] بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم ؛ ج‏1 ؛ ص46ح12.

[5] تحف العقول ؛ النص ؛ ص425-427.