بقلم الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي
حاكمية القرآن الكريم على غيره من الامور
قرب الإسناد : قَالَ صَفْوَانُ: وَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَ جَاءَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: إِنِّي طَلَّقْتُ امْرَأَتِي ثَلَاثاً فِي مَجْلِسٍ؟
فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ, ثُمَّ قَالَ: أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللهِ تَعَالَى {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَ أَحْصُوا الْعِدَّةَ وَ اتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَ لا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} الطلاق(1) , ثُمَّ قَالَ: {لا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً} الطلاق(1) ثُمَّ قَالَ: كُلُّ مَا خَالَفَ كِتَابَ اللهِ وَ السُّنَّةَ فَهُوَ يُرَدُّ إِلَى كِتَابِ اللهِ وَ السُّنَّة[1]ِ.
النوادر(للأشعري) : عُثْمَانُ بْنُ عِيسَى, عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ, قَالَ: سَأَلْتُهُ (عليه السّلام) عَنْ رَجُلٍ يَجْعَلُ عَلَيْهِ أَيْمَاناً أَنْ يَمْشِيَ إِلَى الْكَعْبَةِ أَوْ صَدَقَةً أَوْ عِتْقاً أَوْ نَذْراً أَوْ هَدْياً إِنْ كَلَّمَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ أَوْ أَخَاهُ أَوْ ذَا رَحِمٍ أَوْ قَطَعَ قَرَابَةً أَوْ مَأْثَماً يُقِيمُ عَلَيْهِ أَوْ أَمْراً لَا يَصْلُحُ لَهُ فِعْلُهُ؟
فَقَالَ(عليه السّلام): كِتَابُ اللهِ قَبْلَ الْيَمِينِ , وَ لَا يَمِينَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ إِنَّمَا الْيَمِينُ الْوَاجِبَةُ الَّتِي يَنْبَغِي لِصَاحِبِهَا أَنْ يَفِيَ بِهَا مَا جَعَلَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الشُّكْرِ إِنْ هُوَ عَافَاهُ مِنْ مَرَضِهِ أَوْ عَافَاهُ مِنْ أَمْرٍ يَخَافُهُ أَوْ رَدَّهُ مِنْ سَفَرٍ أَوْ رَزَقَهُ رِزْقاً, فَقَالَ لِلهِ عَلَيَّ كَذَا وَ كَذَا شُكْراً, فَهَذَا الْوَاجِبُ عَلَى صَاحِبِهِ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَفِيَ بِهِ[2].
النوادر(للأشعري) : وَ عَنْهُ (عليه السّلام) قَالَ: كُلُّ مَا خَالَفَ كِتَابَ اللهِ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ مِنْ يَمِينٍ أَوْ غَيْرِهِ رُدَّ إِلَى كِتَابِ اللَّه[3].
الأمالي( للصدوق) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَحِمَهُ اللهُ, قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْقُرَشِيِّ, عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ, عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ, عَنْ يُوسُفَ بْنِ يَزِيدَ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْأَحْمَرِ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السّلام) الْمَسِيرَ إِلَى النَّهْرَوَانِ أَتَاهُ مُنَجِّمٌ, فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَسِرْ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ , وَ سِرْ فِي ثَلَاثِ سَاعَاتٍ يَمْضِينَ مِنَ النَّهَارِ.
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السّلام): وَ لِمَ ذَاكَ؟
قَالَ : لِأَنَّكَ إِنْ سِرْتَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ أَصَابَكَ وَ أَصَابَ أَصْحَابَكَ أَذًى وَ ضُرٌّ شَدِيدٌ, وَ إِنْ سِرْتَ فِي السَّاعَةِ الَّتِي أَمَرْتُكَ ظَفِرْتَ وَ ظَهَرْتَ وَ أَصَبْتَ كُلَّ مَا طَلَبْتَ.
فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عليه السّلام): تَدْرِي مَا فِي بَطْنِ هَذِهِ الدَّابَّةِ أَ ذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟
قَالَ: إِنْ حَسَبْتُ عَلِمْتُ.
قَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السّلام): مَنْ صَدَّقَكَ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ كَذَّبَ بِالْقُرْآنِ {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} لقمان(34) , مَا كَانَ مُحَمَّدٌ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) يَدَّعِي مَا ادَّعَيْتَ أَ تَزْعُمُ أَنَّكَ تَهْدِي إِلَى السَّاعَةِ الَّتِي مَنْ سَارَ فِيهَا صُرِفَ عَنْهُ السُّوءُ , وَ السَّاعَةِ الَّتِي مَنْ سَارَ فِيهَا حَاقَ بِهِ الضُّرُّ مَنْ صَدَّقَكَ بِهَذَا اسْتَغْنَى بِقَوْلِكَ عَنِ الِاسْتِعَانَةِ بِاللهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي ذَلِكَ الْوَجْهِ, وَ أَحْوَجَ إِلَى الرَّغْبَةِ إِلَيْكَ فِي دَفْعِ الْمَكْرُوهِ عَنْهُ, وَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُولِيَكَ الْحَمْدَ دُونَ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ, فَمَنْ آمَنَ لَكَ بِهَذَا فَقَدِ اتَّخَذَكَ مِنْ دُونِ اللهِ نِدّاً وَ ضِدّاً, ثُمَّ قَالَ (عليه السّلام): اللهُمَّ لَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ, وَ لَا ضَيْرَ إِلَّا ضَيْرُكَ, وَ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ, وَ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ, ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْمُنَجِّمِ فَقَالَ: بَلْ نُكَذِّبُكَ وَ نُخَالُفَك وَ نَسِيرُ فِي السَّاعَةِ الَّتِي نَهَيْتَ عَنْهَا[4].
[1] قرب الإسناد (ط – الحديثة) ؛ النص ؛ ص61- 62ح 195.
[2] النوادر(للأشعري) ؛ ص27ح18.
[3] النوادر(للأشعري) ؛ ص173ح452
[4] الأمالي( للصدوق) ؛ النص ؛ ص415 -416ح16.