من كتاب معجم المفردات القرآنية عند اهل البيت (ع) – 394

معجم-المفردات-القرانية-عند-اهل-البيت (ع) 156

من كتاب معجم المفردات القرآنية عند اهل البيت (ع)

بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية

كـ ف ر

الكافرين:

  1. تفسير القمي: فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ, عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ× ‏ فِي قَوْلِهِ‏ : ({الَّذِينَ كَذَّبوا بِالْكِتابِ وبِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا}([1])‏ إِلَى قَوْلِهِ‏ {كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ الْكافِرِينَ}([2])‏، فَقَدْ سَمَّى اللهُ الْكَافِرِينَ مُشْرِكِينَ بِأَنْ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ, وقَدْ أَرْسَلَ اللهُ رُسُلَهُ بِالْكِتَابِ وبِتَأْوِيلِهِ, فَمَنْ كَذَّبَ بِالْكِتَابِ أَوْ كَذَّبَ بِمَا أَرْسَلَ بِهِ رُسُلَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْكِتَابِ فَهُوَ مُشْرِكٌ كَافِر)([3]).

الكفر:

  • الكافي: عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ × قَالَ: ( قُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنْ وُجُوهِ الْكُفْرِ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، قَالَ: الْكُفْرُ فِي كِتَابِ اللهِ عَلَى خَمْسَةِ أَوْجُهٍ: فَمِنْهَا كُفْرُ الْجُحُودِ ، والْجُحُودُ عَلَى وَجْهَيْنِ ، والْكُفْرُ بِتَرْكِ مَا أَمَرَ اللهُ ، وكُفْرُ الْبَرَاءَةِ ، وكُفْرُ النِّعَمِ، فَأَمَّا كُفْرُ الْجُحُودِ فَهُوَ الْجُحُودُ بِالرُّبُوبِيَّةِ ، وهُوَ قَوْلُ مَنْ يَقُولُ لَا رَبَّ ، ولَا جَنَّةَ ، ولَا نَارَ وهُوَ قَوْلُ صِنْفَيْنِ مِنَ الزَّنَادِقَةِ، يُقَالُ لَهُمُ الدَّهْرِيَّةُ وهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ{وَ ما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ}([4])، وهُوَ دِينٌ وَضَعُوهُ لِأَنْفُسِهِمْ بِالاسْتِحْسَانِ عَلَى غَيْرِ تَثَبُّتٍ مِنْهُمْ ولَا تَحْقِيقٍ لِشَيْ‏ءٍ مِمَّا يَقُولُونَ قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ{إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ‏}([5])، أَنَّ ذَلِكَ كَمَا يَقُولُونَ، وقَالَ{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ‏ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}([6]) ، يَعْنِي بِتَوْحِيدِ اللهِ تَعَالَى فَهَذَا أَحَدُ وُجُوهِ الْكُفْرِ ، وأَمَّا الْوَجْهُ الْآخَرُ مِنَ الْجُحُودِ عَلَى مَعْرِفَةٍ، وهُوَ أَنْ يَجْحَدَ الْجَاحِدُ وهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ حَقٌّ قَدِ اسْتَقَرَّ عِنْدَهُ وقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ{وَ جَحَدُوا بِها واسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ‏ ظُلْماً وعُلُوًّا}([7])، وقَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ{وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ‏ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكافِرِينَ}([8]) ‏، فَهَذَا تَفْسِيرُ وَجْهَيِ الْجُحُودِ، والْوَجْهُ الثَّالِثُ مِنَ الْكُفْرِ كُفْرُ النِّعَمِ ، وذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى يَحْكِي قَوْلَ سُلَيْمَانَ× {هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي‏ لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ومَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ‏ ومَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ}‏، وقَالَ‏ {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‏ ولَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ}([9])، وقَالَ‏ {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ‏ واشْكُرُوا لِي ولا تَكْفُرُونِ‏}([10])، والْوَجْهُ الرَّابِعُ مِنَ الْكُفْرِ: تَرْكُ مَا أَمَرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ بِهِ وهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ{وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ‏ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ ولا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ‏ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ‏ ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ‏ وتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ‏ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ والْعُدْوانِ‏ وإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى‏ تُفادُوهُمْ‏ وهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ‏ أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ‏ وتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ‏ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ‏} ([11])، فَكَفَّرَهُمْ بِتَرْكِ مَا أَمَرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ بِهِ ونَسَبَهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ ولَمْ يَقْبَلْهُ مِنْهُمْ ولَمْ يَنْفَعْهُمْ عِنْدَهُ، فَقَالَ‏ {فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ‏ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ويَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى‏ أَشَدِّ الْعَذابِ‏ ومَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ‏}([12])، والْوَجْهُ الْخَامِسُ مِنَ الْكُفْرِ: كُفْرُ الْبَرَاءَةِ ، وذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ يَحْكِي قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ× {كَفَرْنا بِكُمْ وبَدا بَيْنَنا وبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ والْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ‏}([13])، يَعْنِي تَبَرَّأْنَا مِنْكُمْ ، وقَالَ يَذْكُرُ إِبْلِيسَ وتَبْرِئَتَهُ مِنْ أَوْلِيَائِهِ مِنَ الْإِنْسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ{إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ}([14])‏، وقَالَ‏ {إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ‏ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ ويَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً}([15])‏ ، يَعْنِي يَتَبَرَّأُ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ([16]).
  • الكافي: عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا, عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ, عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ, عَن‏  مُوسَى بْنِ بُكَيْرٍ, قَالَ:  ( سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ % عَنِ الْكُفْرِ وَ الشِّرْكِ أَيُّهُمَا أَقْدَمُ؟ قَالَ: فَقَالَ لِي مَا عَهْدِي بِكَ تُخَاصِمُ النَّاسَ, قُلْتُ: أَمَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ ذَلِكَ, فَقَالَ لِي: الْكُفْرُ أَقْدَمُ, وَ هُوَ الْجُحُودُ, قَالَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ {إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَ اسْتَكْبَرَ وَ كانَ مِنَ الْكافِرِينَ}([17]))([18]).

([1]) سورة غافر: 70.

([2]) سورة غافر: 74.

([3]) تفسير القمي, ج2, ص260.

([4]) سورة الجاثية: 23.

([5]) سورة الجاثية: 23.

([6]) سورة البقرة : 6.

([7]) سورة النمل: 14.

([8]) سورة البقرة: 89.

([9]) سورة النمل: 40.

([10]) سورة إبراهيم: 7.

([11]) سورة البقرة: 84.

([12]) سورة البقرة: 85.

([13]) سورة الممتحنة: 4.

([14]) سورة إبراهيم: 22.

([15]) سورة العنكبوت: 25.

([16]) الكافي، ج‏2، ص389- 391.

([17]) سورة البقرة :34 .

([18]) الكافي ج2 ص385 ك5 ب165 ح6 .