اللوم السلبي …قراءة في نتائج الإفراط فيه

محمود علي حسن – كلية العلوم الاسلامية
مراجعة : د. ضرغام كريم كاظم الموسوي – كلية العلوم الاسلامية

   اللوم هو الإلقاء باللائمة على شخص ما أو شيء ما لحدوث شيء سلبي أو خطأ ، ويمكن أن يكون اللوم على الأشخاص الآخرين، مثل أفراد الأسرة، الزملاء في العمل أو على الأشياء مثل الظروف أو الأحداث ، وعادة ما يتم استخدام اللوم كطريقة لتحميل الآخرين او الظروف مسؤولية الأخطاء أو المشاكل التي تحدث ، ومن الأسباب المهمة التي تدفع الناس إلى استخدام اللوم هي عدم تحمل المسؤولية و الفرار منها، ويمكن لهذا أن يحول دون القدرة على تحسين الاداء وتغيير السلوك نحو الأفضل ، اذ يتم التركيز على إلقاء اللوم لتفادي تحمل المسؤولية بدلاً من البحث عن الحلول الجيدة وتنفيذها، ومن بين الأضرار التي يمكن أن تنتج عن القاء اللوم وعدم تحمل المسؤولية ما يأتي:

  • تدهور العلاقات الشخصية: إذا كان الشخص يرفض تحمل المسؤولية عن أفعاله ويحاول تفاديها بإلقاء اللوم على الآخرين، فقد يؤدي ذلك إلى تدهور العلاقات الشخصية بين الأفراد، اذ يمكن أن يتعرض الشخص لانتقادات واتهامات من قبل الآخرين.
  • الإفلات من العقاب: فقد يحاول بعض الأفراد تفادي العقاب بإلقاء اللوم على الآخرين، وهذا يمكن أن يؤدي إلى عدم توفير العدالة والتسامح بين الأفراد.
  • فقدان الفرص: فعندما يرفض الفرد تحمل المسؤولية عن أفعاله، فإنه يفقد الفرصة لتعلم من أخطائه وتطوير نفسه.
  • تدمير الثقة بالنفس: إذ يمكن أن يؤدي عدم تحمل المسؤولية إلى تدمير الثقة بالنفس للفرد والشعور بعدم القدرة على التعامل مع الصعاب والتحديات.
  • الفشل في تحقيق الأهداف: إذا كان الشخص يلقي باللوم على الاخرين والظروف ولا يتحمل المسؤولية عن تحقيق الأهداف الخاصة به، فقد يؤدي ذلك إلى فشله في تحقيق هذه الأهداف، اذ يمكن أن يشعر باليأس والإحباط والتوقف عن المحاولة.

   في نهاية المطاف يجب أن يكون التركيز في البحث عن الحلول والعمل على تحسين الأمور بدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين وعدم تحمل المسؤولية، لأن السعي في البحث عن الحلول من شأنه أن يؤدي إلى بناء الثقة بالنفس والشعور بالقدرة على التعامل مع الصعاب والتغلب عليها، علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي إلى تحسين العلاقات بين الأفراد وزيادة الاحترام المتبادل وتطوير قدرات التعامل مع الأخطاء والمشاكل بشكل إيجابي، وقديما قال الشاعر أبو نؤاس:

دَع عَنكَ لَومي فَإِنَّ اللَومَ إِغراءُ ****وَداوِني بِالَّتي كانَت هِيَ الداءُ

    كما أنه ينبغي أن تكون الثقة بالنفس منطلقة بالأساس من الثقة المطلقة بالله، فقد ورد عن أمير المؤمنين(ع): ((الثقة بالنفس من أوثق فرص الشيطان))، والمقصود بها الثقة المنعزلة والمفصولة عن التوكل على الله سبحانه.