من كتاب دروس في علم الاصول – العلاقة بين الصحة والبطلان (الفاسد) – 1

من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الاولى في سؤال وجواب

بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية

  • ما المقصود بالصحة والبطلان ؟

ج: إنَّ الصحة تأتي وصفا للعقد , فيقال: العقد صحيح , ومعنى صحة العقد: أن يترتب عليه أثره الذي اتفق عليه المتعاقدان ، ففي عقد البيع يعدُّ البيع صحيحاً ونافذاً إذا ترتب عليه نقل ملكيّة السلعة من البائع إلى المشتري ، ونقل ملكيّة الثمن من المشتري إلى البائع .

أمَّا البطلان أو الفساد : يراد به عدم ترتب الاثر للعقد فلا يتم النقل والانتقال للملكيّة.

  • هل يوصف العقد بالصحة والبطلان في وقت واحد؟

ج: إنَّ العقد لا يمكن أنْ يكون صحيحاً وباطلاً في وقتٍ واحدٍ ؛ لأنَّ الصحة والبطلان متضادان كالتضاد بين الوجوب والحرمة .

  • هل يمكن أن يكون العقد صحيحاً وحراماً ؟

ج: نعم , يمكن أن يكون العقد صحيحاً وحراماً إذ لا تضاد بين الصحة والحرمة ، ولا تلازم بين الحرمة والفساد ؛ لأنَّ معنى تحريم العقد منع المكلف من إيجاد البيع ، ومعنى صحته أنَّ المكلف إذا خالف هذا المنع والتحريم وباع ترتب الأثر على بيعه وانتقلت الملكيّة من البائع إلى المشتري ، ولا تنافي بين أن يكون إيجاد المكلف للبيع مبغوضاً للشارع وممنوعاً عنه ، وأن يترتب عليه الأثر في حالة صدوره من المكلف ، كالظهار فإنَّهُ ممنوع شرعاً , ولكن لو وقع لترتب عليه أثره , وهذا ما يسمى عند الأصوليين بـ ( عدم اقتضاء النهي للفساد).