بقلم الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي
ان القرآن الكريم فيه تبيان كل شيء يتبع
الكافي : عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّوْفَلِيِّ , عَنِ السَّكُونِيِّ, عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام), عَنْ آبَائِهِ ( قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ فِي دَارِ هُدْنَةٍ, وَ أَنْتُمْ عَلَى ظَهْرِ سَفَرٍ , وَ السَّيْرُ بِكُمْ سَرِيعٌ , وَ قَدْ رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ يُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيدٍ, وَ يُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِيدٍ , وَ يَأْتِيَانِ بِكُلِّ مَوْعُودٍ فَأَعِدُّوا الْجَهَازَ لِبُعْدِ الْمَجَازِ , قَالَ: فَقَامَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَ مَا دَارُ الْهُدْنَةِ؟
قَالَ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) : دَارُ بَلَاغٍ وَ انْقِطَاعٍ, فَإِذَا الْتَبَسَتْ عَلَيْكُمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ فَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ , وَ مَاحِلٌ مُصَدَّقٌ, وَ مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ , وَ مَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ, وَ هُوَ الدَّلِيلُ يَدُلُّ عَلَى خَيْرِ سَبِيلٍ, وَ هُوَ كِتَابٌ فِيهِ تَفْصِيلٌ وَ بَيَانٌ وَ تَحْصِيلٌ, وَ هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ, وَ لَهُ ظَهْرٌ وَ بَطْنٌ فَظَاهِرُهُ حُكْمٌ , وَ بَاطِنُهُ عِلْمٌ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ, وَ بَاطِنُهُ عَمِيقٌ, لَهُ نُجُومٌ وَ عَلَى نُجُومِهِ نُجُومٌ لَا تُحْصَى عَجَائِبُهُ , وَ لَا تُبْلَى غَرَائِبُهُ , فِيهِ مَصَابِيحُ الْهُدَى, وَ مَنَارُ الْحِكْمَةِ, وَ دَلِيلٌ عَلَى الْمَعْرِفَةِ لِمَنْ عَرَفَ الصِّفَةَ, فَلْيَجْلُ جَالٍ بَصَرَهُ, وَ لْيُبْلِغِ الصِّفَةَ نَظَرَهُ يَنْجُ مِنْ عَطَبٍ, وَ يَتَخَلَّصْ مِنْ نَشَبٍ, فَإِنَّ التَّفَكُّرَ حَيَاةُ قَلْبِ الْبَصِيرِ كَمَا يَمْشِي الْمُسْتَنِيرُ فِي الظُّلُمَاتِ بِالنُّورِ فَعَلَيْكُمْ بِحُسْنِ التَّخَلُّصِ وَ قِلَّةِ التَّرَبُّصِ[1].
الكافي : مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ, عَنْ حَفْصٍ الْمُؤَذِّنِ, عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام), وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ,عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ, عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) أَنَّهُ كَتَبَ بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ إِلَى أَصْحَابِهِ وَ أَمَرَهُمْ بِمُدَارَسَتِهَا وَ النَّظَرِ فِيهَا, وَ تَعَاهُدِهَا, وَ الْعَمَلِ بِهَا, فَكَانُوا يَضَعُونَهَا فِي مَسَاجِدِ بُيُوتِهِمْ, فَإِذَا فَرَغُوا مِنَ الصَّلَاةِ نَظَرُوا فِيهَا, قَالَ: وَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ, عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْكُوفِيِّ, عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِيعِ الصَّحَّافِ, عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَخْلَدٍ السَّرَّاجِ, عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) قَالَ :خَرَجَتْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) إِلَى أَصْحَابِهِ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ……إِنَّ اللهَ أَتَمَّ لَكُمْ مَا آتَاكُمْ مِنَ الْخَيْرِ, وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عِلْمِ اللهِ , وَ لَا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ يَأْخُذَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ فِي دِينِهِ بِهَوًى وَ لَا رَأْيٍ وَ لَا مَقَايِيسَ, قَدْ أَنْزَلَ اللهُ الْقُرْآنَ, وَ جَعَلَ فِيهِ تِبْيَانَ كُلِّ شَيْءٍ, وَ جَعَلَ لِلْقُرْآنِ وَ لِتَعَلُّمِ الْقُرْآنِ أَهْلًا, لَا يَسَعُ أَهْلَ عِلْمِ الْقُرْآنِ الَّذِينَ آتَاهُمُ اللهُ عِلْمَهُ أَنْ يَأْخُذُوا فِيهِ بِهَوًى وَ لَا رَأْيٍ وَ لَا مَقَايِيسَ, أَغْنَاهُمُ اللهُ عَنْ ذَلِكَ بِمَا آتَاهُمْ مِنْ عِلْمِهِ وَ خَصَّهُمْ بِهِ , وَ وَضَعَهُ عِنْدَهُمْ كَرَامَةً مِنَ اللهِ أَكْرَمَهُمْ بِهَا, وَ هُمْ أَهْلُ الذِّكْرِ الَّذِينَ أَمَرَ اللهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِسُؤَالِهِمْ, وَ هُمُ الَّذِينَ مَنْ سَأَلَهُمْ وَ قَدْ سَبَقَ فِي عِلْمِ اللهِ أَنْ يُصَدِّقَهُمْ وَ يَتَّبِعَ أَثَرَهُمْ أَرْشَدُوهُ وَ أَعْطَوْهُ مِنْ عِلْمِ الْقُرْآنِ مَا يَهْتَدِي بِهِ إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَ إِلَى جَمِيعِ سُبُلِ الْحَقِّ وَ هُمُ الَّذِينَ لَا يَرْغَبُ عَنْهُمْ وَ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ وَ عَنْ عِلْمِهِمُ الَّذِي أَكْرَمَهُمُ اللهُ بِهِ وَ جَعَلَهُ عِنْدَهُمْ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ فِي عِلْمِ اللهِ الشَّقَاءُ فِي أَصْلِ الْخَلْقِ تَحْتَ الْأَظِلَّة…..)[2].
الكافي : عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا, عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ, عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ, عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ, عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ, عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى (عليه السّلام) قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَ كُلُ شَيْءٍ فِي كِتَابِ اللهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) , أَوْ تَقُولُونَ فِيهِ ؟ قَالَ (عليه السّلام): بَلْ كُلُّ شَيْءٍ فِي كِتَابِ اللهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) [3].
الكافي : أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ الْعَلَاءِ رَحِمَهُ اللهُ رَفَعَهُ, عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ الرِّضَا (عليه السّلام) بِمَرْوَ فَاجْتَمَعْنَا فِي الْجَامِعِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي بَدْءِ مَقْدَمِنَا فَأَدَارُوا أَمْرَ الْإِمَامَةِ, وَ ذَكَرُوا كَثْرَةَ اخْتِلَافِ النَّاسِ فِيهَا, فَدَخَلْتُ عَلَى سَيِّدِي (عليه السّلام), فَأَعْلَمْتُهُ خَوْضَ النَّاسِ فِيهِ فَتَبَسَّمَ (عليه السّلام), ثُمَّ قَالَ: ( يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ جَهِلَ الْقَوْمُ وَ خُدِعُوا عَنْ آرَائِهِمْ , إِنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يَقْبِضْ نَبِيَّهُ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) حَتَّى أَكْمَلَ لَهُ الدِّينَ, وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ بَيَّنَ فِيهِ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ , وَ الْحُدُودَ وَ الْأَحْكَامَ , وَ جَمِيعَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ كَمَلًا , فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ{ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْء}….)[4].
[1] الكافي (ط – الإسلامية)، ج2، ص598- 599ح2.
[2] الكافي (ط – الإسلامية)، ج8، ص2- 6ح1.
[3] الكافي (ط – الإسلامية) ؛ ج1 ؛ ص62ح 10.
[4] الكافي (ط – الإسلامية)، ج1، ص198- 199ح1.