من كتاب معجم المفردات القرآنية عند اهل البيت (ع)
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
ل ط ف
اللطيف:
- الكافي: عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, عَنِ المُخْتَارِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ المُخْتَارِ الْـهَمْدَانِيِّ, ومُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيِّ جَمِيعاً، عَنِ الْفَتْحِ بْنِ يَزِيدَ الْجُرْجَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ× قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُول: (..فَقَوْلَكَ {اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}([1])، فَسِّرْهُ لِي كَمَا فَسَّرْتَ الْوَاحِدَ، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ لُطْفَهُ عَلَى خِلَافِ لُطْفِ خَلْقِهِ لِلْفَصْلِ، غَيْرَ أَنِّي أُحِبُّ أَنْ تَشْرَحَ ذَلِكَ لِي، فَقَالَ×: يَا فَتْحُ إِنَّمَا قُلْنَا اللَّطِيفُ لِلْخَلْقِ اللَّطِيفِ ولِعِلْمِهِ بِالشَّيْءِ اللَّطِيفِ أَ ولَا تَرَى وَفَّقَكَ اللهُ وثَبَّتَكَ إِلَى أَثَرِ صُنْعِهِ فِي النَّبَاتِ اللَّطِيفِ وغَيْرِ اللَّطِيفِ ومِنَ الْخَلْقِ اللَّطِيفِ ومِنَ الْحَيَوَانِ الصِّغَارِ ومِنَ الْبَعُوضِ والْجِرْجِسِ، ومَا هُوَ أَصْغَرُ مِنْهَا مَا لَا يَكَادُ تَسْتَبِينُهُ الْعُيُونُ، بَلْ لَا يَكَادُ يُسْتَبَانُ لِصِغَرِهِ الذَّكَرُ مِنَ الْأُنْثَى، والْحَدَثُ الْـمَوْلُودُ مِنَ الْقَدِيمِ، فَلَمَّا رَأَيْنَا صِغَرَ ذَلِكَ فِي لُطْفِهِ، واهْتِدَاءَهُ لِلسِّفَادِ والْـهَرَبَ مِنَ الْـمَوْتِ, والْجَمْعَ لِمَا يُصْلِحُهُ, ومَا فِي لُجَجِ الْبِحَارِ, ومَا فِي لِحَاءِ الْأَشْجَارِ, والْـمَفَاوِزِ والْقِفَارِ, وإِفْهَامَ بَعْضِهَا عَنْ بَعْضٍ مَنْطِقَهَا ومَا يَفْهَمُ بِهِ أَوْلَادُهَا عَنْهَا, ونَقْلَهَا الْغِذَاءَ إِلَيْهَا, ثُمَّ تَأْلِيفَ أَلْوَانِهَا حُمْرَةٍ مَعَ صُفْرَةٍ, وبَيَاضٍ مَعَ حُمْرَةٍ، وأَنَّهُ مَا لَا تَكَادُ عُيُونُنَا تَسْتَبِينُهُ لِدَمَامَةِ خَلْقِهَا لَا تَرَاهُ عُيُونُنَا, ولَا تَلْمِسُهُ أَيْدِينَا عَلِمْنَا أَنَّ خَالِقَ هَذَا الْخَلْقِ لَطِيفٌ لَطُفَ بِخَلْقِ مَا سَمَّيْنَاهُ بِلَا عِلَاجٍ, ولَا أَدَاةٍ, ولَا آلَةٍ ، وأَنَّ كُلَّ صَانِعِ شَيْءٍ فَمِنْ شَيْءٍ صَنَعَ واللهُ الْخَالِقُ اللَّطِيفُ الْجَلِيلُ خَلَقَ وصَنَعَ لَا مِنْ شَيْءٍ)([2]).
- التوحيد(للصدوق): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الدَّقَّاقُ رَحِمَهُ اللهُ, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى, عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ, عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا× أَنَّهُ قَالَ: (..وَ أَمَّا اللَّطِيفُ فَلَيْسَ عَلَى قِلَّةٍ وقَضَافَةٍ وصِغَرٍ, ولَكِنْ ذَلِكَ عَلَى النَّفَاذِ فِي الْأَشْيَاءِ والِامْتِنَاعِ مِنْ أَنْ يُدْرَكَ، كَقَوْلِكَ لَطُفَ عَنِّي هَذَا الْأَمْرُ ولَطُفَ فُلَانٌ فِي مَذْهَبِهِ, وقَوْلِهِ يُخْبِرُكَ أَنَّهُ غَمَضَ فَبَهَرَ الْعَقْلُ, وفَاتَ الطَّلَبُ, وعَادَ مُتَعَمِّقاً مُتَلَطِّفاً لَا يُدْرِكُهُ الْوَهْمُ, فَهَكَذَا لَطُفَ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى عَنْ أَنْ يُدْرَكَ بِحَدٍّ أَوْ يُحَدَّ بِوَصْفٍ, واللَّطَافَةُ مِنَّا الصِّغَرُ والْقِلَّةُ, فَقَدْ جَمَعَنَا الِاسْمُ واخْتَلَفَ المَعْنَى، ..)([3]).
التوحيد (للصدوق): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ, قَالَ: حَدَّثَنِي أَبو سُمَيْنَةَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْخُرَاسَانِيِّ خَادِمِ الرِّضَا× قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الزَّنَادِقَةِ عَلَى الرِّضَا× وعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ فَقَال(..فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِكُمْ إِنَّهُ لَطِيفٌ سَمِيعٌ بَصِيرٌ عَلِيمٌ حَكِيمٌ أَ يَكُونُ.. اللَّطِيفُ إِلَّا بِعَمَلِ الْيَدَيْنِ ؟ ..، فَقَالَ أَبو الْحَسَنِ×: إِنَّ اللَّطِيفَ مِنَّا عَلَى حَدِّ اتِّخَاذِ الصَّنْعَةِ أَ ومَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ مِنَّا يَتَّخِذُ شَيْئاً يَلْطُفُ فِي اتِّخَاذِهِ فَيُقَالُ مَا أَلْطَفَ فُلَاناً ، فَكَيْفَ لَا يُقَالُ لِلْخَالِقِ الْجَلِيلِ لَطِيفٌ ، إِذْ خَلَقَ خَلْقاً لَطِيفاً وجَلِيلًا ورَكَّبَ فِي الْحَيَوَانِ أَرْوَاحاً ، وخَلَقَ كُلَّ جِنْسٍ مُتَبَايِناً عَنْ جِنْسِهِ فِي الصُّورَةِ لَا يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضاً ، فَكُلٌّ لَهُ لُطْفٌ مِنَ الْخَالِقِ اللَّطِيفِ الْخَبِيرِ فِي تَرْكِيبِ صُورَتِهِ ، ثُمَّ نَظَرْنَا إِلَى الْأَشْجَارِ وحَمْلِهَا أَطَايِبَهَا الْـمَأْكُولَةَ مِنْهَا وغَيْرَ الْـمَأْكُولَةِ ، فَقُلْنَا عِنْدَ ذَلِكَ إِنَّ خَالِقَنَا لَطِيفٌ لَا كَلُطْفِ خَلْقِهِ فِي صَنْعَتِهِمْ ، …)([4]).