من كتاب دروس في علم الاصول – الوضع والعلاقة اللغويّة – 4

من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الاولى في سؤال وجواب

بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية

  • كيف اقترن تصور اللفظ بمعنى خاص مراراً كثيرة أو في ظرف مؤثر فأنتج قيام العلاقة اللغويّة بينهما؟

ج: هناك طريقان :

    أحدهما : أن بعض الألفاظ اقترنت بمعان معينة مرارا عديدة بصورة تلقائية (غير مقصودة) فنشأت بينهما العلاقة اللغويّة. وقد يكون من هذا القبيل كلمة (آه) إذا كانت تخرج من فم الإنسان بطبيعته كلما أحس بالألم، فارتبطت كلمة (آه) في ذهنه بفكرة الالم، فأصبح كلما سمع كلمة (آه) انتقل ذهنه إلى فكرة الالم.

    الآخر: بعض الألفاظ قرنت بالمعنى في عمليّة واعية مقصودة لكي تقوم بينهما علاقة سببية. وأحسن نموذج لذلك الاعلام الشخصية فأنت حين تريد أن تسمي إبنك (علياً) تقرن إسم (على) بالوليد الجديد لكي تنشئ بينها علاقة لغويّة , ويصبح إسم (علي) دالا على وليدك.

  • ما أهم نتائج الوضع ؟

ج: إنَّ من نتائج الوضع إنسباق المعنى الموضوع له وتبادره إلى الذهن بمجرد سماع اللفظ بسبب تلك العلاقة التي يحققها الوضع .

  • ما المراد من التبادر؟

ج: التبادر في الاصطلاح : هو عبارة عن إنسباق المعنى إلى الذهن من اللفظ عند سماعه ; فإن كان ذلك من اللفظ نفسه بلا معونة قرينة كان ذلك علامة كون ذلك اللفظ حقيقة في ذلك المعنى وموضوعاً له بوضع تخصيصي‏ (الوضع التعييني), أو بوضع تخصّصي‏ (الوضع التعيّني)، لبداهة أنَّه لو لا وضعه له لما تبادر ذلك منه ولما انسبق.