من كتاب دروس في علم الاصول – تصنيف اللغة الى معانى اسميّة ومعانى حرفيّة -2

من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الاولى في سؤال وجواب

بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية

  • ما المراد من المعنى الحرفيّ؟ وما مدلوله ؟

ج: إنَّ الحرف عند اللغويين : هو ما لا يتحصل له معنى إلا إذا سمعناه ضمن كلام .

أما المعنى الحرفيّ فهو اوسع من معنى الحرف ؛ إذ يشمل كل ما لا يستقل بنفسه ولا يتحصل له معنى إلا إذا وقع ضمن الكلام، فيشمل جميع النسب والاضافات والهيئات التي لا استقلال لها بوجه من الوجوه، بحيث تلاحظ فانيّة وقائمة في متعلقها ، فمدلول المعنى الحرفيّ هو الربط بين المعاني الاسميّة دائماً على اختلاف أنحائه, ومثال ذلك ( النار في الموقد تشتعل ) إذ تدل ( في ) على ربط مخصوص بين مفهومين اسميّين وهما النار والموقد .

  • ما الدليل على أنَّ مفاد الحروف هو الربط ؟ 

ج: الدليل على مفاد الحرف الربط أمران :    

أحدهما : إنَّ معنى الحرف لا يظهر إذا فُصل عن الكلام , وليس ذلك إلا لأنَّ مدلوله هو الربط بين معنيين فحيث لا توجد معان أخرى في الكلام لا مجال لافتراض الربط .    

الآخر : إنَّ الكلام لا شك في أنَّ مدلوله مترابط الاجزاء ولا شك في أنَّ هذا المدلول المترابط يشتمل على ربط ومعان مرتبطة ولا يمكن أن يحصل هذا الربط ما لم يكن هناك دال عليه وإلا أتت المعاني إلى الذهن وهي متناثرة غير مترابطة وليس الاسم هو الدال على هذا الربط وإلا لما فهمنا معناه إلا ضمن الكلام ؛ لأنَّ الربط لا يفهم إلا في إطار المعاني المترابطة فيتعين أن يكون الدال على الربط هو الحرف .